وري الثرى جثمان الراحل عبد الرحمان مهداوي، المدرب السابق للمنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، اليوم الأربعاء، بمقبرة قاريدي بالقبة (الجزائر العاصمة)، والذي وافته المنية أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ72 سنة، بعد مرض عضال.
وفي أجواء مهيبة حضر جمع غفير من عائلة وأصدقاء المرحوم لمرافقته إلى مثواه الأخير، حيث جمعت جنازة المدرب القدير مهداوي بين الأسرة الرياضية الوطنية وخاصة الكروية التي سجّلت حضورها بكل الأجيال، ميّزها حضور رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، جهيد زفيزف، وأعضاء من مكتبه الفيدرالي.
وقال المهاجم الدولي السابق، كمال قاسي سعيد، عن مدربه السابق:”بداية أطلب من الله عزّ وجلّ الرحمة والمغفرة للمرحوم مهداوي وأن يسكنه الفردوس الأعلى ويرزق أهله الصبر. لقد دربني في المنتخب الوطني وكان يتعامل معنا كأخ كبير, بالإضافة إلى كونه إنسان طيب للغاية ويتمتع بأخلاق عالية. وتوج مشوراه الرياضي بجلبه للجزائر كأس العالم العسكرية”.
بدوره كشف مدرب المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، المتوج مؤخرا بالكأس العربية، رزقي رمان بخصوص علاقته بالمرحوم: “مهداوي قامة من قامات الكرة الجزائرية في التدريب والتربية والأخلاق، فلطالما كان نموذجا لنا. لم يبخلنا أبدا بتجربته و نصائحه”، وأضاف التقني المتوج مؤخرا بالكأس العربية: “حتى في المرحلة الأخيرة عندما كان على فراش المرض. كان يتصل بي هاتفيا ليشجعني ويسدي لي النصائح .. رحمة الله عليه”.
من جانبه عبّر رفيق دربه وصديقه مزيان إيغيل، عن حسرته برحيل عبد الرحمان مهداوي، قائلا: “أنا حزين لوفاته ..عملت مع مهداوي سويا في المنتخب الوطني وبرحيله فقدت فترة من حياتي، وأضاف المدرب وعلامات التأثر بادية على محياه: “رحيله سيترك فراغا كبيرا بالنسبة لي، وذلك بالنظر إلى العلاقة الخاصة التي تجمعنا … رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.
وأدلى الصحفي الرياضي المخضرم, يزيد وهيب, بشهادته حول تعامل المرحوم مع الصحفيين: “كنا نستمتع بالعمل معه لأنه دوما يمنحنا المعلومة الصحيحة ولايضلّلك بمعلومات مغلوطة … حتى عندما يغادر العارضة الفنية للفرق التي دربها دوما ما يترك مكانه نظيفا بشهادة المسيرين الذين تعاملوا معه”.
وشهدت جنازة المرحوم عبد الرحمان مهداوي, حضور ضباط سامين من الجيش الوطني الشعبي, باعتباره المدرب الحالي للمنتخب العسكري, الذي توج معه بلقب الألعاب العالمية العسكرية-2011 بالبرازيل على حساب المنتخب المصري (1-0).
وبالإضافة إلى توليه مهمة تدريب “الخضر” مرتين في سنوات التسعينات, تولى المرحوم عبد الرحمان مهداوي كذلك عدة مناصب على مستوى الاتحادية, فضلا عن إشرافه على العارضة الفنية لعدة أندية منها وداد تلمسان, ومولودية الجزائر و نصر حسين داي.
وكان لفقيد الكرة الجزائرية كذلك تجربة بالخارج, تولى فيها الإشراف على فريقي النصر و التعاون (المملكة العربية السعودية), قبل توليه رفقة المرحوم عبد الحميد زوبا مهمة تدريب فريق أهلي بن غازي الليبي.
وفي السنوات الأخيرة من مشواره الحافل، انتقل “الشيخ دحمان”، إلى مجال التحليل التلفزيوني حيث عمل كمحلل بالتلفزيون الجزائري و الإذاعة الوطنية.