استبشرنا خيرا بعدد المسرحيات والمشاريع السّينمائية التي ترشّحت لنيل الدّعم العمومي، في إطار احتفالية ستينية استرجاع السّيادة الوطنية، فهذه مناسبة غالية ينبغي استغلالها بشتى الوسائل كي تكون منصّة انطلاق نحو واقع ينسجم مع فروض الجزائر الجديدة التي تستلهم ماضيها المجيد، وتؤسّس لغد في مستوى طموح الجزائريّين، فالستينية هي الدّافع الحقيقي، بل هي المحرّك الفعلي للدّينامية المطلوبة في كل القطاعات، ومنها التّأسيس لصناعة تؤطّر مجمل الحقل الثّقافي..
ولا شكّ أنّ الدّعم العمومي الذي ستحظى به الأعمال المرشّحة، سيتخّير ما يثبت التزامه بالمعايير المطلوبة، وهذا يعني أنّها سانحة عزيزة قد تسمح باكتشاف مواهب مغمورة، لم تتح لها الفرصة كي تظهر، فليس مطلوبا من الدعم العمومي، سوى تقديم الإضافة التي يستحقّها المشهد الثّقافي عموما، والأعمال التي تسهم في بناء الصّرح الفنّي الوطني، كي يكون فاعلا على جميع المستويات، ويؤدّي وظيفته المنوطة به.
بشرى أخرى زيّنت ساحتنا الثّقافية، وهي الإعلان عن الإفراج قريبا عن دفتر الشروط الخاص باستغلال القاعات السينمائية من قبل الخواص، ولا شكّ أنّ استعادة دور السينما لدورها في الحياة العامة، يكون له هو الآخر أثره الطيب على الواقع المعيش، وإن كان يقتضي بعض الصّبر، وكثيرا من الحكمة والبصيرة في التّسيير في هذا الزّمن الذي جعل من فيديو الدقيقة الواحدة، مقصدا قد يتواتر بوقت طويل دون أن ينتبه إليه من يغرق في (ريالز) الفايسبوك و(مختصرات) اليوتيوب..
في كل حال، تبقى كلّ حركة في الحقل الثقافي إضافة قيّمة، لها وزنها، وتأثيرها الإيجابي على الحياة العامة، ولها دورها في التّأسيس للصّناعة الفنية، كي تكون منافسا في مستوى طموحات الجزائريّين..