قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، إنه في حالة توفر الشروط، ستتم دراسة امكانية انشاء كلية طب بجامعة معسكر.
صرّح بداري، على هامش افتتاح الموسم الجامعي 2023/2022 من معسكر، بخصوص مطلب شعبي ملح تبنّته السلطات المحلية ونواب برلمانيين عن الولاية، متعلق بإنشاء كلية طب بجامعة معسكر، أنه ستتم دراسة المطلب إذا توفرت الشروط والعمل على توفيرها في حال انعدمت، بالتنسيق مع وزير الصحة، لأن تحقيق المطلب يستدعي وجود مستشفى جامعي.
وفي ندوة صحفية التي نشطها الوزير، قال إن طريقة التعليم عن بعد التي انتهجتها الجامعة الجزائرية خلال جائحة كورونا، هو نمط تعليم ابتكاري يستهدف القيام بعمل تشاركي جماعي وبالتالي تحقيق تعليم نوعي. وأكّد أن قطاع التعليم العالي ماضٍ نحو تشجيع التعليم عن بعد وادخال ميكانزمات جديدة عليه، من أجل مسايرة ما هو معمول به في جامعات العالم.
من جهة أخرى، أوضح الوزير، أن الدولة عازمة على تمكين الجامعة من فعالية أكثر في المجتمع من خلال تحقيق أهدافها الثلاثة ( التعليم – البحث العلمي واستحداث الثروة ).
“وهو الأمر الذي يتحقق بدعم وتشجيع الابتكارات والمشاريع البحثية والمرور نحو استحداث مؤسسات ناشئة”، يضيف بداري.
وشدّد المتحدث على ضرورة مراجعة النصوص القانونية واعطاء الحرية للباحثين والطلبة من أجل انشاء مؤسسات اقتصادية منتجة اعتماداً على الإبتكار والبحث العلمي والاستفادة من المشاريع البحثية وتثمينها حتى تكون الجامعة مساهم فعال في البناء الاقتصادي.
وأوضح وزير التعليم العالي و البحث العلمي، أن تجسيد الالتزامات 54 الواردة في برنامج رئيس الجمهورية سيوفر للجامعة أحدث الأدوات والتقنيات لحل اشكالية عدم التلاؤم والتنسيق بين المهارات التي تمثل تحديا لصانعي القرار والشركاء الاجتماعيين.
وتضمن التزامات الرئيس في القطاع تعزيز مكانة الاساتذة الباحثين من خلال تحسين وضعهم المهني عن طريق مراجعة القوانين الأساسية التي تضبط وظيفتهم، واعادة تنظيم ومراجعة منظومة الخدمات الجامعية حتى تصبح قادرة على توفير واحاطة الطالب ببيئة معيشية كريمة ونوعية، من حيث الإقامة و الإطعام و تحسين الأداء والحوكمة الجامعية وتعزيز انفتاح الجامعة على المحيط الاقتصادي والاجتماعي على المستويين الوطني والدولي.
مسعانا جامعة قادرة على احداث التنمية واستحداث الثروة
وأشار بداري إلى أن برنامج عمل الحكومة يهدف إلى بناء جامعة قادرة على استحداث الثروة والتنمية من خلال البحث العلمي و الابتكار ،و تتمتع بمرونة التكيف مع السياقات و التغيرات الحديثة و المستمرة ،و يرتكز على على تزويد الاقتصاد الوطني باطارات عالية التأهيل وذات مهارات اكاديمية، لافتا ان الطالب يحتاج إلى مهارات اضافية حديثة غير الكلاسيكية من اجل النجاح.
ولدى اشرافه على تدشين الاقامة الجامعية “تكفي محمد” 2000 سرير للطالبات، دعا بداري الى تحسين وترقية الخدمات الجامعية المقدمة للطلبة بالاقامات الجامعية، ضمن برنامج عمل تسعى الوصاية الى تنفيذه هذا الموسم، مؤكدا أنه يجرى التحضير لافتتاح ورشات عمل لتحسين الخدمات الجامعية بشقيها الاجتماعي و البيداغوجي باشراك جميع الفاعلين في القطاع إضافة إلى الجماعات المحلية، من أجل تحقيق الأهداف و بلوغ التحديات المنتظرة من الجامعة.
وبخصوص خارطة التكوينات، أكد بداري أنه إلى جانب ورشات العمل والإصلاح المرتقب الإعلان عنها قريبا، تعتزم مصالح القطاع مراجعة خارطة التكوينات وتوزيع امثل لنقاط عروض التكوين بالمؤسسات الجامعية وتوجيه التكوينات نحو مهن المستقبل، مثل تعليم الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات والانتقال الطاقوي ومختلف التخصصات العلمية الحديثة، مع العمل على تفعيل الاجراءات اللازمة لتثمين نتائج البحث وتحويلها لخدمة محيطها الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تاطير المؤسسات الاقتصادية المحيطة بالجامعة بالمورد البشري المؤهل علميا لنقل معارفها خارج الجامعة.
نعمل على تنويع وجهات التعاون الدولي
أما في الجانب المتعلق بالتفتح الدولي وفق توجيهات وتوصيات رئيس الجمهورية، قال كمال بداري: “إنه جانب يقوم على مبادئ الالتزام والتمويل والمسؤولية المشتركة والعمل على تموضع المؤسسات الجامعية والبحثية في المسارح العلمية الدولية وتطوير البحث العلمي والتكنولوجي وتعزيز الابداع والإبتكار”.
وهذا لن يتأتى إلا “من خلال تكثيف التعاون بين المؤسسات الجامعية الجزائرية ونظيراتها الأجنبية، عبر ابرام اتفاقيات تعاون مشتركة وتنويع وجهات التعاون الدولي إلى مختلف جهات العالم وتحسين ترتيب الجامعات الجزائرية ضمن التصنيفات الدولية” يسترسل الوزير.
وكشف وزير التعليم العالي، ان الموسم الجامعي الجديد، سيعرف الشروع في تجسيد المرسوم التنفيذي 208-22 الذي يحدد نظام الدراسات والتكوين للحصول على شهادات التعليم العالي والنصوص التطبيقية المرافقة له، مشيرا إلى “أن النظام الجديد يؤسس لنقلة نوعية في نظام التعليم العالي من خلال ارساء انماط تكوين جديدة معتمدة عالميا في طوري الليسانس والماستر ، الأمر الذي سيعزز فرص تحسين نوعية التعليم و رفع الكفاءة المعرفية والمهارية”.
وجدد الوزير كمال بداري دعوته للاسرة الجامعية للانخراط في تجسيد برنامج القطاع، الذي يتحضر لاطلاق ورشات تستهدف تطوير الجامعة ضمن مقاربة تشاورية تشاركية من أجل أن تكون الجامعة ركيزة اساسية ووسيلة حقيقية للتنمية الشاملة والمستدامة.