يلتحق اليوم أزيد من 1.7 مليون طالب بمقاعد الدراسة عبر مختلف ربوع الوطن، بعد استقرار الوضع الوبائي الذي فرض تطبيق بروتوكول صحي صارم داخل الجامعات والمدارس العليا.
يشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي بداري كمال على افتتاح السنة الجامعية 2022/2023 من جامعة مصطفى اسطنبولي بولاية معسكر بحضور الأسرة الجامعية من نقابات وتنظيمات طلابية والمدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية بالإضافة إلى السلطات المحلية بالولاية .
45 ألف مقعد بيداغوجي جديد.. وأكثر من 20 ألف سرير
خصصت الوزارة الوصية 45 ألف مقعد بيداغوجي جديد، إضافة إلى توفير أكثر من 20 ألف سرير من أجل إنجاح الدخول الجامعي وعدم تسجيل أي خلل في الشق البيداغوجي والخدماتي.
وبخصوص التسجيلات الجامعية هذه السنة للحاملين الجدد لشهادة البكالوريا، أكدت الوصاية، أنه تم تحقيق نسبة 70 بالمائة من الاختيارات الثلاثة الأولى، حيث تحصل ما يزيد عن 141 ألف طالبا على اختيارهم الأول .
وتبقى نسبة التوجيه إلى العلوم الإنسانية التي تفوق 54 بالمائة، هي الأكبر مقارنة بعلوم التكنولوجية بـ45.5 بالمائة، ووفقا لمديرية التخطيط والاستشراف بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فإن الوضع طبيعي ولا يختلف عما يحدث في الجامعات العالمية، كما تم وضع مخطط للتوفيق بين توفير التخصصات المتلائمة مع متطلبات التنمية، وتستشرف الجامعة الجزائرية بلوغ رقم 3 ملايين طالب جامعي مطلع سنة 2030.
وفيما يتعلق بعملية إدماج أصحاب الشهادات الأكاديمية العليا ( دكتوراه) في القطاع، فإن الوزارة الوصية وفرت كل الظروف لإنجاح الدخول الجامعي الجديد 2022-2023 من خلال تدعيم القطاع بأكثر من ألفي أستاذ جديد.
وتعتزم الوصاية القيام بعملية تقييم واسعة حول نجاعة التكوين في طور الدكتوراه، مع القيام بإحصاء دقيق لعدد المسجلين سنويا والمناصب الوظيفية الشاغرة وتكلفة التكوين.
ولتأمين الإقامات قامت الوزارة باقتناء معدات خاصة لضمان الأمن داخل الحرم الجامعي والإقامات الجامعية، لاسيما كاميرات المراقبة والإنارة، وهي الآن بصدد التحضير لإعداد مشروع اتفاقية إطار مع وزارة النقل، تهدف إلى منح امتيازات خاصة بتخفيض تسعيرة النقل لفائدة الطلبة.
ومن ناحية الخدمات الجامعية، كشف المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية ناصر غمري في تصريح سابق له لـ«الشعب”، أن معظم الإقامات الجامعية حديثة النشأة، إلا أن البعض منها سجل نقائص تحتاج إلى صيانة.
ولفت غمري إلى أن الديوان الوطني للخدمات الجامعية، قام بإحصاء دقيق قبل نهاية السنة لتدارك النقائص المسجلة في القطاع الخدماتي.
وتعزز قطاع الخدمات الجامعية هذا العام بفتح عدة إقامات جديدة هذه السنة بطاقة استيعاب تقدر بنحو 11 ألف سرير جديد عبر عدة ولايات جامعية، وما تزال عملية التجهيز جارية لنحو 26 إقامة على المستوى الوطني.
تدشين مجمع لمخابر البحث العلمي بجامعة مصطفى اسطمبولي
يستهل الوزير زيارته التفقدية إلى ولاية معسكر بتدشين إقامة جامعية وخمسة مخابر للبحث العلمي في تخصصات إستراتيجية ذات بعد اقتصادي، على غرار مخبر بحث علوم الطبيعة والحياة ومخبر البحث في العلوم الفلاحية، فضلا عن مخبر بحث في تخصص الكيمياء، ويتفقد بعدها معارض الابتكارات البحثية لطلبة العلوم التقنية والتكنولوجية، ومعارض لمؤسسات ناشئة نجحت حاضنة أعمال جامعة معسكر في صقل وتجسيد أفكارها، قبل أن يحضر الوزير كمال بداري الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي الموسوم بتحديات الجامعة الجزائرية.
ولعل أهمية المحطات التي سيشملها الوزير بالزيارة والتفقد عبر الأقطاب الجامعية الثلاثة لجامعة مصطفى اسطمبولي، تتجلى في إبراز الخطوات الجبارة التي تبذلها الدولة الجزائرية في مرافقة البحث العلمي ومجانية الدراسات الجامعية التي سمحت بتكوين أجيال من النخب العلمية منها ما سلك طريق الابتكار التكنولوجي على غرار العشرات من الطلبة الذين تستقطبهم كلية العلوم التقنية و التكنولوجية بجامعة معسكر.
5600 طالب جديد يلتحقون بجامعة ورڤلة
يعرف الموسم الجامعي 2022/2023 العودة نظام التدريس إلى ظروفه العادية، وفي هذا السياق ستعمل جامعة ورقلة على غرار كافة الجامعات عبر الوطن إلى العودة لنظام التدريس العادي والحضوري عبر القاعات والمدرجات.
انطلقت بجامعة قاصدي مرباح ورقلة الدراسة بشكل عادي وفعلي بالنسبة للسنوات المتقدمة السبت الفارط في سياق عودة نظام التدريس إلى نمطه العادي، بعد التخلي عن نظام الدفعات الذي فرضه البروتوكول الخاص بالتصدي لوباء كورونا خلال السنتين الفارطتين.
وبالتزامن مع عودة الدراسة خلال هذا الموسم الجامعي إلى طبيعتها، حيث سيكون الحضور بالنسبة للطلبة خلال السداسي كاملا وبالتالي فإن العودة للنظام العادي للتدريس
ستكون وفقا للأطر المعهودة، كما أن احتساب غياب وحضور الطالب سيخضع لنفس الإجراءات السابقة.
وبالموازاة مع ذلك ستكون هناك دروس تقدم عن بعد، خاصة بالنسبة للمقاييس الاستكشافية، بحيث يمكن لإدارة الجامعة إذا لم تكن في أريحية من الناحية البيداغوجية، اللجوء إلى هذا الإجراء الذي أضحى قانونيا والذي يسمح بالتدريس عن بعد بشكل عادي فقط في المقاييس الاستكشافية التي تكون مكملة للمقاييس الأساسية حسبما أكده مدير الجامعة محمد الطاهر حليلات.
وذكر البروفيسور حليلات أن جامعة ورقلة تلقت عددا هائلا من الطلبات للتحويل، لذلك فإن أعداد الطلبة الجدد الذين سيلتحقون بمقاعد الدراسة خلال هذا الموسم الجامعي الجديد 2022/2023 ستفوق 5600 طالب جديد.
بالنسبة للتخصصات الجديدة التي تعززت بها خارطة التكوين عبر الجامعة، كشف البروفيسور حليلات أن جامعة ورقلة حضّرت ملفات لفتح تخصصات جديدة وحظيت بالقبول، موضحا أن جامعة قاصدي مرباح تتوفر على 174 تخصص وتعتبر ثاني جامعة في الوطن من حيث تعداد التخصصات التي تتوفر عليها وهي مقسمة على 77 تخصص في الليسانس و97 تخصص في الماستر.
من بين هذه التخصصات تعززت كلية علوم الطبيعية والحياة بتخصصين جديدين في الليسانس، أحدهما في البيوتكنولوجيا وآخر في العلوم الغذائية وفي الماستر تخصص بيئة ومحيط، وحظيت كلية المحروقات وعلوم الأرض والكون بتخصص جيوفيزياء الذي جاء تلبية للطلب الكبير عليه من طرف معظم الشركات البترولية الناشطة على مستوى المنطقة وهو تخصص في ميدان الليسانس.
بالإضافة إلى تخصصين آخرين في معهد التكنولوجيا الذي كان يتوفر على تخصصات مهنية في الليسانس فقط وقد تدعم مؤخرا بتخصصين في الماستر المهنية تخصص بصريات وميكانيك الدقة وتخصص نظافة وأمن صناعي وهما تخصصين مطلوبين على مستوى الشركات الناشطة في عدة مجالات ذات الصلة بتنمية المحيط الاقتصادي المحلي.
وفي سياق متصل وفي إطار مسار التكوين في طور المهندس، أدرجت جامعة ورقلة تخصصين جديدين في علوم المهندس وهو تخصص الإعلام الآلي وتخصص العلوم والتكنولوجيا جذع مشترك مدة التكوين فيهما 5 سنوات.
أكثر من 8 آلاف طالب جديد بجامعة بومرداس
تستعد جامعة امحمد بوقرة ببومرداس لانطلاق الموسم الجامعي لموسم 2022/ 2023 واستقبال الطلبة الجدد الناجحين في شهادة البكالوريا، حيث أحصت إدارة الجامعة 8272 طالب بعد الانتهاء من عملية التسجيلات التي انطلقت يوم 5 سبتمبر الجاري أغلبهم تحصل على شهادة التسجيل والقيام بكل الإجراءات الإدارية المتعلقة بالاستفادة من الخدمات الجامعية كالنقل، الإطعام والإيواء في ظروف حسنة تستجيب لانشغالات الطالب .
أنهت جامعة بومرداس كل التحضيرات المادية والبشرية لاستقبال الموسم الجامعي الجديد في ظروف طبيعية خاصة مع العودة الى النظام العادي الذي يتطلب استغلال كل القدرات المتاحة من مرافق وتأطير بشري لرفع تحديات التكوين الجيد في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية المفتوحة بكليات الجامعة الستة في ظل الارتفاع المتزايد لعدد الطلبة الذي ناهز 40 ألف طالب.
وقبل هذا الموعد كانت إدارة جامعة بومرداس قد قامت بمختلف الإجراءات الإدارية الضرورية والكلاسيكية التي تسبق الحدث بداية من استقبال وتوجيه الطلبة الجدد لاطلاعهم على أهم التخصصات الموجودة عن طريق تنظيم أبواب مفتوحة لهذا العرض، وصولا الى عملية التسجيل وفق الرزنامة البيداغوحية التي أعدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وحددت الوزارة تاريخ 4 سبتمبر كموعد لاستئناف العمل من قبل الأساتذة الباحثين، يوم 5 سبتمبر بداية الدراسة والأنشطة بالنسبة لطلبة العلوم الطبية، السبت 10 سبتمبر بداية الدراسة بالنسبة لعدد من المستويات كالسنة الثانية ليسانس والسنة الثانية ماستر.
وتنطلق اليوم السبت 17 سبتمير الدراسة بالنسبة لطلبة السنة أولى ليسانس والسنة أولى ماستر.وتبقى عدد من الكليات المعروفة على مستوى جامعة بومرداس تستقبل نجباء الطلبة الناجحين في شهادة البكالوريا على المستوى الوطني وبمعدلات عالية أبرزها كلية المحروقات والكيمياء التي تبقى احد اعرق الكليات وأكثرها شهرة وطنيا وإفريقيا، حيث انبثقت عن المعهد الوطني للوقود والكيمياء الذي تأسس سنة 1973 بعد إعادة هيكلة المعهد الإفريقي للمحروقات والنسيج سنة 1964، وهو ما أهلها هذه المكانة العلمية المرموقة والسمعة الدولية خاصة بالنسبة للطلبة المتفوقين الذين يبحثون عن فرص عمل في أبرز الشركات البترولية العالمية ومنها “سوناطراك”.
الى جانب كلية المحروقات، محظى كليات الأخرى، خاصة منها كلية التكنولوجيا، كلية العلوم، معهد الهندسة الكهربائية والإلكترونيك بسمعة كبيرة أيضا من قبل الطلبة بالنظر الى مستوى التكوين الذي يتلقاه الطالب وأيضا فرص العمل المتاحة بعد التخرج في الميدان الصناعي والصيانة الصناعية خصوصا لدى القطاع الخاص الذي يغطي حاجياته من اليد العاملة المؤهلة.
”مخطط” لتحسين التحصيل العلمي بجامعتي البليدة
تتطلع الأسرة الجامعية لتحسين التحصيل العلمي بجامعتي البليدة خلال الموسم الجامعي الجديد 2022/2023 الذي سيشهد العودة إلى نظام التدريس الحضوري، وانتعاش الابتكارات العلمية التي يمكن استغلالها في تطوير الاقتصاد الوطني.
أقر محمد بنزينة رئيس جامعة سعد دحلب بأن التحصيل العلمي تأثر سلبا خلال الموسمين الجامعين السابقين بسبب اعتماد نظام هجين للتدريس، فنظام التعليم عن بعد لم يكن ناجعا لعدم امتلاك بعض الطلبة لأجهزة الكمبيوتر وكذا خدمة الأنترنت.
وأضاف المتحدث بأن معظم الطلبة يحببون تلقي الدروس بالنظام الحضوري وهذا بحسب عملية صبر آراء، فهذا النظام يٌسهل تلقينهم لمختلف المفاهيم من قبل الأستاذة، بسبب الحجم الساعي المعتبر للتدريس مقارنة بنظام الدفعات أو التفويج.
وأكد المسؤول الأول على جامعة البليدة 1 بأن القيود التي فرضتها جائحة كورونا خلال السنتين الجامعتين الماضيتين، قلصت من الوقت المخصص لتدريس الطلبة الذين كانوا يحصلون على وقت غير كاف للتمدرس، كما أن هذا النظام لم يسمح بإكمال برنامج المقرر الدراسي بحسب تعبيره. وبعد إقرار العودة للتدريس بالنظام الحضوري يترقب بزينة أن تكون السنة الجامعية الجديدة ناجحة بكل المقاييس، وأن تشهد بروز ابتكارات علمية ستعمل حاضنة مؤسستها على مرافقتها لتثبيت الفكر المقاولاتي في الوسط الطلابي.
وختم المتحدث قوله بأن مؤسسته ستعمل على مساعدة الشركات في تزويدها بالحلول العلمية للمشكلات الاقتصادية، وأن مصالحه تراهن على الجودة في التكوين والتشغيلية لأجل استغلال البحوث والابتكارات والإطارات في الحقل الاقتصادي.
وأكد بن زينة أن جامعة البليدة تستقبل ما يقارب 7500 طالب جديد من الذين حازوا على شهادة البكالوريا دورة 2022، بمناسبة الدخول الجامعي المقرر اليوم السبت، وكذا مسارات لتخصصات علمية، مشيرا إلى إمكانية إدراج ماستر مهني مستقبلا لتمكين الطلبة من الحصول على وظيفة بعد التخرج.
وفي هذا الصدد تحدث قائلا :« لاحظنا نسبة كبيرة في الرسوب في السنة الأولى لدى الحائزين على البكالوريا في شعبة تقني رياضي لما يدرسون جذع مشترك علوم وتكنولوجيا مقارنة بشعب العلوم التجريبية، ولهذا قررنا تخصيص مسارات علمية تتوافق مع تكوينهم في الطور الثانوي”. وأبرز بن زينة :« استحدثنا مسارات لفئة تقني رياضي منذ البداية في الهندسة المدنية والهندسة الكهربائية وهندسة الطرائق وسيتم تجريب هذه المسارات لعدد ليس بالكبير على مستوى جامعتنا وجامعتي سطيف ووهران، وإن أعطت ثمارها ستعمم في جامعات أخرى في الوطن” وتابع المتحدث:«استجبنا أيضا لمطالب الشركات الوطنية التي حبذت الرجوع الى نظام التكوين للحصول على شهادة مهندس بالدراسة لمدة خمسة أعوام، وذلك في مسار الاعلام الآلي مهندس، وكان لدينا مشكل في جذع مشترك إعلام آلي ورياضيات فقمنا بفصلهما عن بعضهما بتخصيص مسار لكل تخصص، وهذا بعدما كان الطلبة يرفضون دراسة الرياضيات في السنة الثانية”
من جهته، تحدث أحمد داشر رئيس المكتب الولائي لمنظمة “ الصوت الوطني للطلبة الجزائريين “ عن الدخول الجامعي الجديد في ولاية البليدة، وقال في هذا الصدد:« نترقب أن تسهم الهياكل الجديدة في تخفيف الاكتظاظ في الجامعة مثل معهد البيطرة الجديد بسعة 2000 مقعد بيداغوجي”
وأضاف المتحدث :« لقد تعزز الجانب البيداغوجي لجامعة البليدة بتخصص جديد في معهد الهندسة المعمارية كالتكوين الدولي في الماستر تحت عنوان الفعالية الطاقوية في العمران والذي تم فتحه بشراكة مع جامعة ألمانية وأخرى محلية… وذلك بالإضافة إلى مخابر بحث على عدة مستويات لكن للأسف لم يتم تفعيل بعضها سابقا مثل مخبر الكوفيد في كلية الطب”
ويترقب ممثل الطلبة بأن العودة إلى نظام التدريس الحضوري سترفع من التحصيل العلمي لدى طلبة المستقبل ، مشيرا إلى أن قرار الإبقاء على نمط التعليم عن البعد الذي تم الإعتماد عليه خلال جائحة كورونا بالنسبة للمواد الأفقية أي الثانوية أو الاستكشافية. وبحسب محدثنا فإن التعليم عن البعد كان ناجعا خلال الأزمة الوبائية التي ضربت العالم في السنوات الثلاث الأخيرة، لكنه ليس كافيا يضيف رئيس المنظمة :« تبقى منظومة الاتصالات بالجزائر ببعض المناطق من جهة، ونقص خبرة الأساتذة بهذا النمط من جهة أخرى حاجزا أمام نجاعته.
ملف من اعداد: سارة بوسنة، معسكر/ أم الخير. س، ورقلة/إيمان كافي، بومرداس/ ز. كمال، البليدة/أحمد حفاف