تنطلق تجربة المدارس الرقمية بولاية ورقلة، عبر خمس ابتدائيات نموذجية تتوفر على جميع الشروط والظروف الملائمة لإطلاق هذا المشروع الوطني الذي يندرج في إطار الجهود المبذولة لإيجاد حلول لمشكل ثقل المحفظة لدى تلاميذ السنوات الثالثة والرابعة والخامسة ابتدائي.
سيتم تجهيز خمس ابتدائيات عبر ولاية ورقلة بكافة الوسائل المطلوبة، والتي ستكون نموذجية لإطلاق مشروع المدرسة الرقمية، كما أن هذه المؤسسات جاهزة من حيث توفر الظروف الملائمة لتنفيذ مشروع الانتقال بها إلى نماذج للمدرسة الرقمية، على غرار توفر شبكة الإنترنت والأمن والشبكة الكهربائية والصيانة الدورية.
كل ابتدائية من هذه الإبتدائيات النموذجية ستأخذ حصتها من الأجهزة المطلوبة في العملية، حيث خصصت الدولة اعتمادا ماليا، معتبرا لتجهيز هذه المدارس تدريجيا بالألواح الإلكترونية ولواحقها.
وستعرف هذه التجربة في ولاية ورقلة، اهتماما ومرافقة أكبر من قبل القائمين على القطاع بالتعاون مع السلطات المحلية، بالنظر إلى أن تجربة المدرسة الرقمية ستكون في خمس مدارس ابتدائية موزعة على خمس بلديات، وهي ورقلة والرويسات وعين البيضاء وسيدي خويلد وأنقوسة وحاسي مسعود. ويندرج هذا المشروع أيضا، في إطار سياسة تخفيف وزن المحفظة لدى تلاميذ سنوات الثالثة والرابعة والخامسة ابتدائي، وذلك عبر رقمنة الكتاب المدرسي واعتماد الألواح الإلكترونية في التعليم عبر هذه المؤسسات النموذجية، عوض الكتب المدرسية المطبوعة التي سيحتفظ بها التلاميذ بمنازلهم لاستغلالها في الدراسة والمراجعة، دون الحاجة إلى إحضارها إلى المدرسة، من جهة ومواكبة التطورات التكنولوجية الحاصلة، والاستفادة منها في البرامج التعليمية المختلفة من جهة أخرى.
هذه التجربة التي ستحظى بمتابعة كبيرة، يُنتظر أن تحقق النتائج المتوقعة منها، وهي عملية ستحقق أهداف مهمة في العملية التعليمية من خلال تخفيف وزن المحفظة ورفع مستوى المتمدرسين، وستكون هذه انطلاقة مشروع كبير يسعى إلى تحقيقه قطاع التربية الوطنية، حيث من خلال هذه التجربة وتبعا لنتائجها، سيتم تعميمها حسبما ذكره مدير القطاع بدر الدين بن عيسى لـ»الشعب».
وذكر المتحدث أن في ولاية ورقلة وقع الاختيار على 5 مدارس ابتدائية، نظرا لتوفر بعض الشروط فيها والمساعدة على تجسيد المشروع، منها عدد التلاميذ في القسم الذي يجب ألا يتجاوز حدا معينا وأن تتواجد في منطقة مؤمنة ومدعمة بالتيار الكهربائي وشبكة الإنترنت مع تدعيمها بالحراسة وهي كلها شروط ضرورية للانطلاق في العملية التي ستعمم مستقبلا على كافة المؤسسات التربوية.
وسعيا منها لتسهيل إجراءات إطلاق هذا المشروع عبر المدارس النموذجية، عقدت مديرية التربية بورقلة اجتماعا لرؤساء المجالس الشعبية للبلديات المعنية بالتجربة، ورؤساء الدوائر، ووقف مسؤولو القطاع على جاهزية واستعداد المؤسسات التربوية محل تنفيذ المشروع، من خلال تنظيم زيارات ميدانية. وكلف مدير القطاع المفتشين بمتابعة التحضيرات عبر هذه المؤسسات والوقوف عليها ميدانيا، من أجل ضمان توفر كل الظروف الملائمة والشروط الضرورية لنجاح هذه التجربة.
متابعة تجسيد هذه المشاريع، حسبما أفاد به مسؤول القطاع محليا في حديثه لـ «الشعب»، سيكون من خلال دراسة كل الإجراءات التنظيمية لسير العملية التعليمية عبر هذه المدارس، حيث سيستفيد الأساتذة والطاقم التربوي والإداري بهذه المدارس الابتدائية من تكوينات، من أجل تيسير عملية إطلاق هذا المشروع الهام الذي سيكون بمثابة قفزة نوعية في المجال التعليمي. وسيحظى التلاميذ بحصص تدريبية للتدرب على كيفية استخدام الألواح الإلكترونية التعليمية، وقد استفاد عدد من المفتشين عبر الولاية، من تكوينات حول المدارس الرقمية والتجربة التعليمية الرقمية وأساسياتها، وسيكون هؤلاء المفتشين مسؤولون على تكوين الطاقم التربوي لنقل المعارف إلى الأساتذة.
وأكد مدير القطاع أن كل الأمور مدروسة في هذا المشروع الذي سخرت له إمكانات مادية وبشرية مهمة لإنجاحه، حيث أنه وبالإضافة إلى أن كل العتاد والتجهيزات المطلوبة والضرورية متوفرة، فإن تكوين ومرافقة الأساتذة والطاقم الإداري والتلاميذ لتجسيد هذا المشروع عبر المدارس النموذجية الخمسة بولاية ورقلة، والمدارس المماثلة عبر جميع التراب الوطني، وفقا لإستراتيجية وزارة التربية، يحظى بأولوية، كما سيكون إشراك الأولياء وتوعيتهم بفائدة العملية وكذا المرافقة التي توفرها الدولة لهذه المؤسسات والمتمدرسين فيها ضروريا خلال هذه المرحلة. في هذا السياق، ستلتقي الفيدرالية الولائية لجمعيات أولياء التلاميذ في ولاية ورقلة، بجمعيات الأولياء التابعة لهذه المدارس الرقمية، من أجل مناقشة كل الأمور المتعلقة بسبل إنجاح المشروع وتفعيل كل الآليات الممكنة لاستفادة المتمدرسين من هذه التجربة ومعالجة انشغالات الأولياء المطروحة بهذا الصدد.
وحسب بعض الأصداء التي جمعتها «الشعب»، فإن الكثير من التفاصيل يُنتظر توضيحها من أجل مشاركة كل الجهات الفاعلة في العملية والمضي بهذا المشروع قدما. كما يشير البعض إلى أن هذا المشروع يحمل في ثناياه الكثير من النقاط الإيجابية التي من شأنها تعود بالفائدة على العملية التعليمية، سواء من ناحية سرعة الاستيعاب والفهم، وكذا التحفيز على الحفظ وتعلم اللغة، بالنظر إلى الوسائل المساعدة على تحفيز وتنشيط الدماغ على غرار توفرها على تقنية الصورة والصوت والتي تعد تحفيزية في عملية التعلم، في نفس الوقت يطرح الأولياء انشغالا آخر يتعلق بتأثير استعمال الأجهزة الإلكترونية على نفسية الطفل، وهو أمر بحاجة إلى التأكيد على دور المرافقة النفسية والمتابعة الدورية، من أجل تحقيق النتائج المنتظرة بعيدا عن أي آثار سلبية.