تواصل الجزائر إحراز تقدم وخطوات هامة في تحضيراتها الخاصة بأشغال القمة العربية الـ31 التي ستحتضنها الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر الجاري.
ينتظر أن تثار خلال هذه القمة أبرز القضايا والمسائل العربية الراهنة القضية الفلسطينية.
وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أكد في وقت سابق أن “الجزائر مجندة، تحت قيادة رئيس الجمهورية لإنجاح القمة العربية التي ستحتضن اجتماعا للفصائل الفلسطينية قبل التئام الموعد العربي.
وسبق لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن جمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في لقاء تاريخي بعد فتور دام سنوات، وهو مؤشر تراهن عليه الجزائر لتوحيد الفصائل الفلسطينية خلال القمة.
وتراهن الجزائر من خلال القمة العربية الـ 31 على لم الشمل العربي وإنجاح مساعي إعادة بعث العمل المشترك لمعالجة الأزمات المطروحة في الوطن العربي وتنسيق الجهود لحل الأزمات الراهنة على رأسها القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية المطروحة والتي تنص على الرجوع لحدود 1967 وعودة اللاجئين والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وفي هذا الصدد يرى محمد بوعلاق، المحلل السياسي والمتخصص في العلاقات الدولية، أن التجاوب الكبير مع مسعى عقد القمة وإبداء الرغبة في المشاركة الذي أظهره مختلف القادة والحكام العرب الذين وصلتهم دعوة رئيس الجمهورية وتثمينهم لجهود الجزائر، “يعكس الثقل الذي تمثله الجزائر في المنطقة العربية”، التي تعول على نجاح أشغالها بعد تعثر القمم السابقة وبقائها معلقة سنوات.
ويؤكد المتحدث أن هذا التقدم المحرز يأتي بفضل جهود الدبلوماسية الجزائرية التي رمت بكل ثقلها من أجل توفير كل الظروف المادية والسياسية والدبلوماسية لإنجاح هذا الموعد العربي في وقته.
من جانب آخر يؤكد الدكتور سليمان أعراج، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن التفاعل الإيجابي من قبل قادة وحكام الدول العربية بعد تلقيهم للدعوات الرسمية من قبل رئيس الجمهورية تأكيد على الرؤية الحكيمة للدولة الجزائرية من خلال السياسة الخارجية التي يقودها رئيس الجمهورية، وهي تعبير أيضا عن مكانة الجزائر وما تحظى به من تقدير واحترام تكنه لها مختلف الدول العربية إيمانا منها بمساعيها لتكريس العمل المشترك وتوحيد الجهود بين مختلف الدول العربية من أجل تعزيز المصلحة المشتركة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن القمة مهمة من حيث توقيت انعقادها ومكان انعقادها على اعتبار أن تاريخ الجزائر في علاقتها مع الدول العربية، تحتفظ بسجل إيجابي وذهبي يدل كله على مساهمة الجزائر في خدمة التوافق والعمل العربي المشتركة وكذا دعم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة العربية.
ويجمع العارفون بالشأن العربي أن القمة تنتظرها رهانات كبيرة وغير مسبوقة، نظراً للظروف الصعبة، التي تمر بها المنطقة العربية، حيث تعرف العديد من البلدان تردي حاد في الأوضاع الأمنية على غرار اليمن وليبيا وسوريا والعراق والسودان، في حين انهارت أنظمة عربية بالكامل.
وتمر أخرى بأوضاع اقتصادية ومالية حساسة مثل لبنان، وكلها مسائل –يقول محمد بوعلاق- إنها ستكون على طاولة النقاش يومي الفاتح والثاني من نوفمبر بالجزائر، إلى جانب القضية المركزية للأمة العربية وهي القضية الفلسطينية، التي لابد من إعادة الاعتبار لها وإعادة ترتيبها على رأس جدول أعمال واهتمامات الجامعة العربية.
ويؤكد المتخصص في العلاقات الدولية، أن القمة الـ31 أمام تحديات كبيرة والمنتظر هو الخروج بأرضية تمثل الحد الأدنى من التوافق يضمن للمنطقة العربية وبلدانها مكانة في ظل التطورات العالمية الحاصلة وسعي بعض الدول مثل روسيا والصين إلى اغتنام الفرصة لصناعة نظام دولي جديد، وقلب موازين قوى.
ويرى الدكتور أعراج، أن بين أهم مؤشرات نجاح القمة الـ31 هي الملفات التي تحظى بالقبول والإجماع بين مختلف البلدان العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي اختارتها الجزائر لتكون على رأس القضايا المناقشة في أشغال القمة، وهو ما سيجعل الكل يعمل من أجل صون حق الشعب الفلسطيني في أراضيه وسيادته، كما أن نوعية الحضور والمشاركين يؤشر أيضا على نجاح منتظر للقمة. وإلى جانب القضية الفلسطينية، يوضح أعراج أن من بين أهم الرهانات التي تنتظر القمة هي كيفية إيجاد آليات مشتركة لتعزيز التعاون والعمل العربي المشترك.