بدأ العمل الإصلاحي المنهجي الذي حرّك دواليبه الرئيس تبون، يؤتي ثمراته على مختلف المستويات بدءا من الواقعين الاجتماعي والاقتصادي، ولقد لمس المواطن، في واقعه اليومي، تغييرات جذرية انسحبت على جميع مناحي الحياة، وفق خطوات مدروسة بعناية فائقة، لم تترك أي تفصيل لـ»الصّدفة»، وإنّما تميّزت بالحرص على المراجعة اليومية لكل ما من شأنه أن يمثل إضافة إلى المتصوّر العام لما يخدم الوطن والمواطن.
ولقد تبيّن أن القرارات الحكيمة التي اتّخذها الرئيس تبون، كانت لها نتائجها الطيبة، وإن لم يتمكن بعضهم من استيعابها أول الأمر، غير أن الواقع قدم البراهين على أن الرئيس تبون راهن على الصّدق في معالجة الإشكاليات العويصة التي تعترض ما ترنو إليه الجزائر الجديدة، وقد يكون كافيا – في هذا المقام –أن نتمثل بـ»ارتفاع قيمة الدينار الجزائري أمام العملات الأجنبية»، وهذا أمر لم يسبق أن عرفناه من قبل، فقد تعوّدنا على «تدهور القيمة» حتى ألفناه..
ونعتقد أن نجاح الرئيس تبون في مسعاه الإصلاحي إنّما يعود إلى حرصه الدائم على الاستماع إلى آهات المغلوبين على أمرهم؛ ومن ذلك أنّه ظل حاضرا في جميع المواقف الصعبة، يأخذ بأيدي المواطنين، ويرفع الغبن عنهم، ويشاركهم كلّ تفاصيل الحياة اليومية، دون كلل.
أما الفضيلة التي رسّخها الرئيس تبون، وكان لها أثرها في نجاح مساعيه النبيلة إلى العودة بالوطن إلى جادة الصّواب، فهي «الصراحة» التي يخاطب بها الجزائريين، والاهتمام بكلّ كبيرة وصغيرة تخصّ شؤونهم، لا يفرّط في شيء، بل إنّه هو نفسه من يحرص على التّذكير بالتزاماته التي عاهد الشعب على أدائها، وهذه سابقة لم نعهدها من قبل، حتى على المستوى الدّولي.. ولعل أقل واجب ينبغي أن يتحمّله الجزائريون جميعا، هو أن يشدّوا على يد الرئيس، ليكونوا عونا له على بناء الجزائر الجديدة، فجزاء الإحسان حتما، ليس سوى الإحسان..