جرى الافتتاح الرسمي للثانوية الوطنية للفنون علي معاشي اليوم الثلاثاء ببلدية الأبيار بالجزائر العاصمة.
حضر وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد ووزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي هذا الافتتاح.
وحضر الحفل مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التربية الوطنية والتعليم العالي، نور الدين غوالي، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري، أحمد راشدي، ووالي الجزائر العاصمة، رابحي عبد النور، والسلطات المحلية، إضافة إلى العديد من المسؤولين ومديري المؤسسات الثقافية والتربوية.
وطاف الحضور بالعديد من مرافق هذه الثانوية، الأولى من نوعها في الجزائر، كقاعات التدريس والورشات والمخابر وقاعة الإعلام الآلي والمكتبة والساحة الخارجية والمطعم، كما استمعوا إلى العديد من الشروح حول أهمية هذه الثانوية.
وأكد وزير التربية الوطنية بالمناسبة أن الثانوية “شرعت على غرار باقي المؤسسات التربوية في التدريس منذ 21 سبتمبر الجاري”، مبرزا أن “انطلاق الدراسة في هذه المؤسسة المستحدثة جاء تنفيذا لقرارات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، القاضية بوجوب استحداث بكالوريا فنية”، ولأجل ذلك -يقول الوزير- “تم إدراج هذه السنة شعبة الفنون لتضاف إلى الشعب الست الأخرى في التعليم الثانوي”.
وأضاف الوزير أن هذه الشعبة ” استحدثت بأربع خيارات تتمثل في الموسيقى، الفنون التشكيلية، المسرح والسمعي البصري، وقد تم اختيار 157 تلميذا بإحكام من ذوي المواهب من 52 ولاية، لمتابعة الدراسة فيها”، مؤكدا أنه “باستحداثها سيتمكن التلاميذ من صقل مواهبهم خدمة للفن والاقتصاد”.
وتبين من خلال الزيارة -يضيف الوزير- “توفير كل المستلزمات بالثانوية، من أقسام وتجهيزات وإطعام، كما تم توفير النقل المدرسي ذهابا وإيابا لمواقع الإيواء بكل من ثانويتي حسيبة بن بوعلي والثانوية الوطنية للرياضيات محند مخبي بالقبة أوللذهاب للمؤسسات التابعة لوزارة الثقافة”.
واعتبرت من جهتها وزيرة الثقافة والفنون أن الثانوية “مكسب للجزائر ولمنظومتها التربوية”، مؤكدة أن الوزارة “كقطاع شريك في هذا المشروع الطموح سترافق شعبة الفنون بكل الإمكانات المادية والمعنوية والبشرية من أجل تأطير ذي جودة والتحضير لأول دفعة من حاملي بكالوريا فنون في تاريخ الجزائر” في 2024.
وأكدت الوزيرة أن “عملا حثيثا جرى بمعية وزارة التربية الوطنية من أجل ضبط برنامج تكويني وبيداغوجي يرقى الى مصاف مدرسة نخبوية في الفنون من خلال الجانب التنظيري وأيضا التطبيقي الذي يشرف على تأطيره أساتذة مختصون تابعين لمؤسسات تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون”.
وأضافت الوزيرة أن الهدف من إطلاق هذه الشعبة هو”تنشئة جيل من الفنانين الجزائريين المتشبعين بعناصر الهوية الوطنية والملمين بالمعايير الدولية للفنون العالمية”.
وحسب القرار الوزاري رقم 37 المؤرخ في 14 أبريل 2022، الذي يحدد شعب التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، استحداث هذه الشعبة يهدف الى “تنمية وصقل مواهب التلاميذ الفنية وتطويرها وإكسابهم ثقافة تمكنهم من فهم الأبعاد الثقافية التاريخية والجمالية للإبداعات الفنية وترقية البعد الفني وإعطائه مكانة في النظام التربوي الجزائري”.
ويدرس التلميذ الموجه إلى هذه الشعبة، حسب مضمون القرار الوزاري، “مواد تعليمية مميزة في المجال الفني، ترفق كل واحدة منها بمعامل وحجم ساعي يجسدان تميزها، إلى جانب مواد تعليمية مشتركة مع شعب السنة الثانية ثانوي ليتوج هذا المسار الدراسي بشهادة بكالوريا التعليم الثانوي في أحد الخيارات الأربعة”.
وأطلق اسم الفنان والشهيد علي معاشي على هذه الثانوية تكريما له، وهو من مواليد 1927 بتيارت وكان عضوا بجبهة التحرير الوطني قبل أن يعدمه الاحتلال الفرنسي في 1958 بعد سجنه وتعذيبه.