أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، ياسين حمادي، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على تمسك الجهات المعنية بالقطاع على إعادة التفكير في منظور السياحة، من خلال التركيز على الخصوصيات التي تثير إعجاب الزوار وكذا تطوير السياحة الداخلية.
وفي كلمة له خلال إشرافه على لقاء نظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة تحت شعار:”مفهوم جديد للسياحة”، أوضح حمادي أن “السياحة تعتبر من ضروريات الحياة العصرية وحقا مشروعا للمواطن في الجزائر الجديدة”، مبرزا أن “إعادة التفكير في السياحة بالجزائر يعادل التعريف بها في ضوء الإمكانات الهائلة المتوفرة والمتنوعة، وكذا بالتغلب على كل التحديات”.
ولدى تطرقه إلى موسم الاصطياف لسنة 2022، اعتبر أنه كان “ناجحا” بالنظر إلى “النشاط والحركة السياحية التي عرفها، والجهود التي بذلتها الحكومة في سبيل تجسيد الأهداف الواردة في برنامج رئيس الجمهورية والرامية إلى تطوير القطاع السياحي للنهوض به”.
وتم في هذا القطاع-حسب الوزير- رفع القدرة الاستيعابية للإيواء، حيث تم تدعيم الحظيرة الفندقية الحالية خلال هذا الموسم ب58 مؤسسة فندقية جديدة على مستوى البلديات الساحلية، بطاقة استيعابية تقدر ب7022 سريرا جديدا، مما سمح ببلوغ 97.000 سرير على مستوى الولايات الساحلية الأربعة عشر، كما تم دعم حظيرة الإيواء بتفعيل صيغة الإقامة لدى الساكن، والتي تسمح للأفراد بتأجير مساكنهم خلال فترة الاصطياف مما يرفع القدرة الاستيعابية للإيواء خاصة في المدن الساحلية.
وقال السيد حمادي في نفس المنظور أن هذه الجهود أثمرت من خلال موسم الاصطياف الناجح ب”كل المعايير”، بحيث تشير الإحصائيات إلى “ما يزيد عن عشرة ملايين وخمسمائة ألف سائح وطني وأجنبي توافدوا على الولايات الساحلية الأربعة عشر.
“وتجعلنا هذه الاحصائيات –كما قال الوزير– نستخلص بأن القطاع السياحي بمختلف أنشطته المرتبطة بموسم الاصطياف قد سجل رقم أعمال تجاوز 200 مليار دينار جزائري, وهو رقم يبعث على الارتياح ويعطينا دفعا قويا لمواصلة الجهود للمضي قدما نحو تحقيق الأهداف المنشودة للرقي بهذا القطاع والمساهمة بفعالية في الاقتصاد الوطني”.
ويرى الوزير بأنه “آن الأوان لوضع تصور جديد لتطوير السياحة وتعزيز موقعها من خلال صياغة جديدة للآليات والتشريعات الواجب توفيرها، ليس للأغراض الاقتصادية فحسب, بل أيضا هناك أبعاد إنسانية يجب وضعها في قلب السياسات العامة من أجل جعل السياحة حقا للمواطنين في جميع أنحاء العالم، مما يتيح لهم التعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، لأن السفر يعد تجربة فريدة تتيح للمرء اكتشاف البلدان وما تزخر به من كنوز طبيعية والاحتكاك بالمجتمعات والتعرف على عاداتها وتقاليدها”.
وذكر في هذا الإطار ب “المقومات السياحية التي تزخر بها الجزائر من تنوع ثقافي وحضاري وتاريخي منذ آلاف السنين”، مركزا على ضرورة ترسيخ هذه القيم الانسانية العالمية والحفاظ عليها والعمل على تجسيدها على أرض الواقع والتي يعمل قطاع السياحة على تجسيدها، بهدف جعل السياحة رافدا أساسيا من روافد الاقتصاد الوطني وبديلا لقطاع المحروقات على المدى الطويل.”
وأبرز في هذا الإطار على أهمية تنظيم خلال اليومين القادمين الطبعة الـ21 للصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي غيبته ظروف الأزمة الصحية بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19).
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، أكد الوزير على إرادة المنظمة العالمية للسياحة التي أقرت هذا الشعار “مفهوم جديد للسياحة” عن تغيير المفهوم التقليدي للسياحة انطلاقا من التجربة الأليمة التي ألمت بالقطاع في العالم، بسبب أزمة كوفيد-19، من خلال التوجه نحو مفهوم جديد قائم على بناء مستقبل لسياحة مستدامة، أقوى وأكثر شمولا.