تصنع الجزائر التميز والاستثناء، بتأكيد ضيوف من الوزن الثقيل وجهت لهم الدعوة لحضور أشغال القمة العربية الـ31 المقررة يومي 1 و2 نوفمبر، أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الاتحاد الإفريقي ماكي سال، ورئيس حركة عدم الانحياز إلهام علييف، بعدما أكد رؤساء وملوك وقادة دول عربية في وقت سابق مشاركتهم.
لم يقتصر تأكيد الحضور والثناء على جهود الجزائر وحرصها على إنجاح القمة العربية، على المدعوين لحضور قمة نوفمبر من رؤساء وملوك وقادة الدول العربية، إذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة الذي سلمه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة دعوة للمشاركة كضيف شرف، عن امتنانه لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وقال رئيس الاتحاد الإفريقي، إن الدعوة التي تلقاها من الرئيس تبون «تدل على تمسك الجزائر بعمقها الإفريقي الاستراتيجي والتزامها الراسخ بتعزيز الشراكة العربية – الإفريقية».
أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية رابح لعروسي، وجود مؤشرات قوية توحي بنجاح القمة العربية المرتقبة في الجزائر، والتي تجعل منها استحقاقا عربيا مميزا، قائلا إنها تتجسد من خلال ضيوف شرف القمة من الوزن الثقيل في مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريش، ورئيس الإتحاد الأفريقي الى جانب الرؤساء والملوك العرب.
اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في تصريح لـ«الشعب»، حضور ضيوف بهذا الوزن الثقيل في قمة نوفمبر المرتقبة، انتصارا وأكبر استحقاق سياسي تشهده الجزائر منذ الاستقلال، خاصة وأنها تسعى لأن تكون قمة حقيقية استثنائية تحقق الإجماع والتضامن العربي، وفرصة لإعادة بعث العمل العربي المشترك، في وقت تواجه الدول العربية قضايا مصيرية وتحديات مشتركة تستوجب لمّ وجمع الشمل العربي، مضيفا أن نجاحها وتميزها يتحقق بحكم التمكين رفيع المستوى للوفود العربية المشاركة.
تحدث الدكتور لعروسي عن جهود الدبلوماسية الجزائرية في التحضير لهذا الموعد الهام، ومساعيها لتنظيم قمة عربية تاريخية، بأنها تعد انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك، وإعلاء قيم التضامن والتكاتف ولمّ الشمل بين الدول العربية، متوقعا أن تحقق الجزائر جميع الأهداف المرجوة من هذه القمة، خاصة ما تعلق ببلورة مخرجات تمكّن من تكريس هذا التوجه واستكماله على النحو التوافقي المنشود.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الجزائر تحتل مكانة هامة وتحظى بثقة الدول على الصعيد الدولي، موضحا أن الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية جاءت بفضل مواقف الجزائر الثابتة لاسيما ما تعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل الأزمات وفك النزاعات والصراعات بين بعض الدول الإفريقية بطرق سلمية، قائلا إن الجزائر تمكنت بمواقفها البارزة من أن يكون لها دورا محوريا في المنطقة العربية والقارة الإفريقية.
ويرى الدكتور أنه في ظل التطورات الهيكلية التي تشهدها العلاقات الدولية في الوقت الراهن، وتوجه العالم نحو تعدد أقطاب الدول العربية، مطالبة بالعمل على توحيد الصف والإجماع العربي بعيدا عن الخلافات والانشقاقات الداخلية، التي تؤثر سلبا على تطورات بعض القضايا العربية على رأسها التوافق حول القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصير الدول العربية مشترك ويقتضي الأمر تدعيم استتباب الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في ذات السياق إلى أهمية دور الجزائر في تحقيق مسعى الحفاظ على مركزية القضية الفلسطينية ودعوة الدول العربية إلى الالتفاف حولها، بالإضافة إلى مبادرة المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية من خلال الندوة الجامعة للأشقاء الفلسطينيين المرتقبة في الجزائر أوائل شهر أكتوبر الداخل، قائلا إن الجزائر سترمي بكل ثقلها في القمة العربية من خلال تشخيص وضعية الجامعة العربية وتشريح نقاط الضعف والقوة والبحث عن الآليات والخروج بنتائج ترتقي إلى تطلعات الشعوب العربية.
ولفت الدكتور لعروسي إلى أن القمة العربية المرتقبة، تعد فرصة تاريخية للمجموعة العربية من أجل تعزيز العمل العربي المشترك الذي سيمكّنها من مواجهة المخاطر والتهديدات الدولية والأزمات التي فرضتها الحرب الأوكرانية ـ الروسية، مضيفا أن قمة نوفمبر لن تكون قمة سياسية فحسب بل ستكون فرصة لمناقشة محاور اقتصادية هامة واجتماعية من خلال توسيع مجالات التعاون وإعادة بعث العلاقات العربية المربحة وتعزيز الشراكة التي تتطلع إليها البلدان العربية.