يتحمّل «النّجوم»، رياضيّون وفنّانون وكتّاب، مسؤولية عظمى عن الصّورة التي يسوّقون لها في الوسط الاجتماعي، فالمراهقون – عادة – يتأثّرون بهم، ويسيرون على نهجهم، ويتّخذون منهم نماذج عليا، وهم يحاولون الاقتراب منهم، والتشبه بهم، وتجسيد صورهم في واقعهم المعيش.
وإذا لم ينتبه «النّجم» إلى التّأثير الذي يحدثه، فإنه يمكن أن يرتكب، دون قصد منه، ما يكون له وقعه السلبي على المجتمع برمّته، وقد يستحدث سلوكات بعيدة عن أصول مجتمعنا، ولهذا ينبغي لكلّ «نجم» أن يتحفّظ قدر مستطاعه، حتى يجعل من حضوره إضافة سامية إلى المجتمع، وليس انتهاكا لأخلاقياته العامة، ولقد تنبّه جمال بلماضي نفسه، إلى هذه النّقطة المهمّة، فلم يتقبّل من لاعبيه «تسريحات» معيّنة، كان يمكن أن تجتاح عوالم المراهقين ممّن يتابعونهم بلهفة.
ليس حسنا إذن، أن يهمل «النّجم» محبّيه ومتابعيه، ويركّز على خاصة نفسه، سواء اشتغل بـ «الرّياضة» أو «الأغنية» أو «الكتابة» أو أيّ شغل يصنع النّجومية، وعليه أن يعلم أنّ مسؤوليته في تحقيق الألقاب والمقامات، لا تختلف عن مسؤوليته عن الأخلاق العامة التي يسوّق لها؛ وعلى هذا ينبغي أن تكون كل حركة من حركاته محسوبة، وكل ما يتلفّظ به مدروسا، أملا في أن لا يجرّ خلفه جيلا كاملا نحو سلوك قد يكون غير مقبول..
وفي كلّ حال، نجومنا، في معظمهم، يقدّمون صورا حسنة، وأخلاقا عالية، غير أنّ بعض «الخرجات» تفسد المنظر العام، وينبغي تجنّبها حتى لا تتحوّل إلى ثوابت أخلاقية، وتنسحب على الواقع المعيش، فالمجتمع الجزائري لديه تقاليده التي ينبغي احترامها، وقواعد المعاملة التي ينبغي الانصياع لها..