أعلن رئيس هيئة النوايا الحسنة، منيب رشيد المصري، عن استكمال مليون توقيع للعريضة الخاصة بدعم جهود الجمهورية الجزائرية لإنهاء الانقسام، وجرى الإعلان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر منتدى فلسطين بتنظيم من هيئة النوايا الحسنة والتجمع الوطني للمستقلين في رام الله.
تُواصل مبادرة لمّ الشمل الجزائرية لأجل إنهاء حالة الانقسام الداخلي في فلسطين، استقبال المزيد من الردود الإيجابية والأصوات الداعمة، حيث استكملت عريضة خاصة بدعم المبادرة، أكثر من مليون توقيع لأجل مساندة الرؤية الجزائرية.
وأطلق مفتي القدس والديار الفلسطينية وعضو هيئة النوايا الحسنة، الشيخ محمد حسين، صرخة لتوحيد الكلمة والصف الفلسطيني، آملا أن تتحقق الوحدة الوطنية بـ»قمة نوفمبر» بالجزائر التي بادرت بجمع الفصائل الفلسطينية، ومهّدت كل الأسباب من أجل إنهاء الانقسام.
وقال سفير فلسطين السابق لدى الجزائر، بعد الإعلان مباشرة عن المبادرة، أن الجزائر تعد الدولة العربية الأقدر على إنجاح مبادرة شاملة من هذا الحجم، قصد إنهاء الانقسام في الداخل الفلسطيني، لما تملكه من رصيد تاريخي ودبلوماسية رصينة قادرة على جمع الفرقاء.
وقدمت الجزائر مبادرة هي الأولى من نوعها، تقريبا، لإنهاء حالة الانقسام التي يعرفها الداخل الفلسطيني، ما أثر بشكل كبير على مسار الحل النهائي للقضية الفلسطينية، وفقا لمبادرة السلام العربية المقدمة سنة 2002.
كما أن المبادرة جاءت في توقيت مهم وحساس، لاسيما بعد موجة التطبيع التي عرفتها العديد من العواصم العربية. وقادت الجزائر منذ بداية السنة اتصالات واسعة مع مختلف الفصائل الفلسطينية، من أجل إنهاء حالة الاحتقان والانقسام الداخلي، وذلك قبل انعقاد القمة المقبلة للجامعة العربية بالجزائر يومي 1-2 نوفمبر، وبهذه المبادرة تؤكد الجزائر، مرة أخرى، على موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية.
المبادرة مفتوحة أمام الجميع
علاوة على ذلك، أكد السفير الفلسطيني بالجزائر، فايز أبو عيطة، عند نزوله ضيفا على منتدى «الشعب»، أن المبادرة الجزائرية طموحة وتلقى إجماعا في الداخل الفلسطيني، مع تأكيده على مشاركة معظم الفصائل الفلسطينية (13 فصيلا)، وأن الاجتماعات ستنطلق مطلع شهر أكتوبر لتحقيق الوفاق الفلسطيني.
وتسعى الجزائر إلى تقديم ورقة طريق للجميع، في ضوء ما استلمته من الفصائل الفلسطينية ورؤيتها حول الكيفية اللازمة لإنهاء الانقسام.
وتنعقد القمة العربية 31، بالجزائر يومي 1-2 نوفمبر القادم، وتحمل رمزية تاريخية، دلالات من شأنها أن تكون دفعا لإحداث تغيير في كيفية تعاطي الجامعة العربية مع الأزمات العربية سواء في سوريا أو ليبيا، ولتكون هذه القمة بمثابة «نوفمبر فلسطيني» لطي صفحة عقد كامل من الانقسامات الداخلية وإعادة بعث القضية الفلسطينية من جديد، لاسيما وأن الجزائر، وعلى لسان رئيس الجمهورية خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في ديسمبر الماضي، حينما حل ضيفا بالجزائر، أكد على أن الجزائر تبقى دائما متمسكة بقيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف في «مسار ابتدأته، وما يزال يمثل مرجعًا أساسيًّا وهدفًا جوهريًّا بالنسبة لنا».
وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي منذ عام 2007، حيث تسيطر «حماس» على قطاع غزة، في حين تدير السلطة الفلسطينية الضفة الغربية.
وعقدت في السنوات الأخيرة لقاءات واجتماعات بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، دون أن تسفر عن خطوات عملية جادة وملموسة.