يثير متعاملون جزائريون في السياحة، شاركوا في الصالون الدولي للسياحة، نقاطا هامة تخص تطوير المنتوج السياحي، وتحويل الجزائر إلى وجهة سياحية نوعية، ما يتيح للبلاد توسيع مداخليها من العملة الصعبة خارج المحروقات.
في اليوم الرابع والأخير من الصالون الدولي للسياحة والأسفار، بقصر المعارض الصنوبر البحري، تحدث فاعلون في قطاع السياحة عن حركية يسجلها القطاع في آخر سنتين، ومؤشرات مشجعة تسمح بتطوير المنتوج السياحي، كمّا ونوعا، منها ما يتعلق بمرافقة المتعاملين في ميادين مختلفة، وتخفيض أسعار النقل الجوي نحو ولايات الجنوب، إلى جانب تحضير مشروع قانون يخص تسقيف أسعار المؤسسات الفندقية.
في موضوع تسقيف الأسعار، يقول محمد روابحية، مسير وكالة سياحية بولاية واد سوف، إن أسعار الخدمات الفندقية من بين النقاط السوداء في الترويج لبعض المنتجات السياحية واستقطاب السياح، خاصة أنها ترفع سعر المنتوج النهائي: “خطوة مهمة تستحق التثمين. في مجال نشاطنا السياحي يعد سعر الفندقة عامل رئيسي في رفع سعر المنتوج”.
وفي حديث عن القطاع من منظور اقتصادي يعزز مصادر الدخل وجلب العملة الصعبة، بالنظر إلى المؤهلات الكبيرة التي تتوفر عليها البلاد، يطرح روابحية مسألة منح التأشيرة للسياح الأجانب، ويقول في هذا الجانب: “لدينا طلبات كثيرة لسياح من أوروبا، لذلك نطالب الجهات الوصية بتسوية هذا الجانب، حتى نتمكن من تسويق الوجهة السياحية للجزائر”.
تركيز السلطات العليا في البلاد على قطاع السياحة ضمن مقاربة إقتصادية متكاملة تسمح بتنويع مصادر الدخل خارج قطاع المحروقات، من خلال حزمة إصلاحات قيد التنفيذ، دفع المتعاملين في المجال السياحي، في الصالون الدولي، وخارجه، لتوقع انتعاشا غير مسبوق للسياحة، بالأخص المنتوج الصحراوي الذي يميز الجزائر عن غيرها من الدول في المنطقة.
وفي السياق، يبرز رئيس جمعية الوكالات السياحية بولاية تمنراست، ومدير عام شركة “أكار- أكار”، محمد بن مختار، وجود بوادر ومؤشرات كثيرة توحي أن الجزائر ستستعيد صورتها ومكانتها السياحية، ويستدل في ذلك بتصريحات الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان لدى افتتاح الصالون، الخميس المنقضي، والذي بعث تطمينات كثيرة لفائدة المتعاملين في المجال، مثلما يقول المتحدث الى “الشعب أونلاين”.
وأوضح بن مختار أن حديث الوزير الأول عن التوجه نحو اعتماد تأشيرة الكترونية لتسهيل دخول سياح أجانب، واحدة من بين المطالب الرئيسية للفاعلين في القطاع، خاصة بولايات الجنوب، التي تتوفر على مؤهلات سياحية متميزة تعزز تنافسية الجزائر دوليا.
وأضاف: “خطاب السلطات يدفعنا للتفاؤل والعمل أكثر على تنشيط السياحة الصحراوية، انطلاقا من إعادة هيكلية الوكالات السياحية وتنظيمها، وتكوين مورد بشري متخصص لمرافقة السياح.. نتحدث عن جودة وتميز في الفعل السياحي”.
وعرّج المتحدث على تدابير أقرتها الحكومة لإضفاء حركية جديدة في القطاع، ويتعلق الأمر بتخفيض أسعار رحلات النقل الجوي نحو ولايات الجنوب إلى غاية 50 %، بداية من جانفي الماضي: “صحيح توجد تخفيضات هامة في أسعار النقل الجوي، لكن الأهم من ذلك هي بوادر تطهير القطاع وإصلاحه، فعندما نتحدث عن تسقيف أسعار الخدمات الفندقية يعني وجود رقابة وإعادة ضبط جوانب”.
الحديث عن حركية جديدة في القطاع السياحي، في السنتين الأخيرتين، يترجمه أعداد السياح المسجلة ببعض ولايات الجنوب، التي سجلت توافدا كبيرا مقارنة بسنوات مضت، ما فتح شهية الكثير من الناشطين في المجال السياحي بهذه الولايات لتكثيف برامجهم السياحية، مثلما رصدناه في هذا الصالون.
بلغة الأرقام، يتحدث مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية جانت، لمين حمادي، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، عن تسجيل حركية غير مسبوقة في موسم السياحة الصحراوية الموسم الفارط، اذ بلغ عدد السياح الجزائريين الذين زاروا جانت 14 ألف سائح، بينما فاق عدد السياح الأجانب 2400 سائح من 30 جنسية.
ويؤكد حمادي أن تسجيل هذه الأرقام يعود إلى المرافقة التي حظى بها المتعاملون من قبل السلطات الولائية بجانت، وتقديم تسهيلات كثيرة، منها ما يتعلق بمسألة التأشيرة التي تتم بسلاسة، مثلما يقول.