أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون في 6 ديسمبر من العام الماضي (2021) وبعد استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس عزم الجزائر استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية لإنهاء الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني.
أعلنت كل من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الاثنين المنصرم، تلقيهما دعوة رسمية من الجزائر، وذلك من أجل المشاركة في اجتماعات المصالحة ولمّ الشمل بين مختلف الفصائل الفلسطينية الوشيكة بالجزائر والمزمع عقدها بالجزائر.
وأعرب المتحدث باسم الحركة (الجهاد الإسلامي) في تصريح لوكالة (الأناضول)، عن ترحيب الحركة بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة الجزائرية في سعيها لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مضيفا أن الجزائر لديها دور تاريخي فعال ومميز فيما يخص نصرة القضية الفلسطينية.
وكانت حركتا حماس وفتح أكبر فصيلين في فلسطين، قد أكدتا في الشهر الماضي على تلقيهما دعوة رسمية للمشاركة في لقاءات المصالحة الفلسطينية بالجزائر، وكما جاء في الموقع الإلكتروني لحركة حماس أن عضو المكتب السياسي الدكتور خليل الحية سيترأس وفد الحركة الذي يضم عضوي المكتب السياسي الدكتور ماهر صلاح، حسام بدران، إضافة إلى ممثل الحركة في الجزائر محمد عثمان.
وعبّرت الحركة عن تقديرها الكبير لهذه المبادرة التي حرصت من خلالها القيادة الجزائرية على المساهمة في إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، عن دعوة الجزائر للفصائل الفلسطينية، بما فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحماس، والجهاد، للاجتماع من أجل إتمام الجهود الرامية لإنهاء الانقسام الداخلي. وفي كلمته بمستهل جلسة الحكومة، شكر اشتية الجزائر على حرصها بالوحدة الفلسطينية، أرضًا، وشعبًا، وقوىً وطنية وإسلامية، وأكد أنه بـ «توجيهات من الرئيس محمود عباس، فإن الحكومة ستكون جاهزة لأي خطوة تدعم جهود المصالحة، وإنهاء الانقسام».
وقال السفير الفلسطيني في الجزائر فايز أبو عيطة، في منتدى جريدة «الشعب» الشهر الماضي، أن معظم الفصائل الفلسطينية سوف تشارك حين أكد مشاركة أكثر من 13 فصيلاً ينضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، على رأسها حركة فتح، بالإضافة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ستشارك في الاجتماع خلال شهر أكتوبر الجاري، وذلك قبل انعقاد القمة العربية في شهر نوفمبر القادم، بهدف توصل هذه الفصائل إلى إعلان توافقي على خريطة طريق لإنهاء الانقسام المدعوم من قوى خارجية كما أكد ذلك السفير، وهذا الوضع غير الطبيعي يستفيد منه الاحتلال الصهيوني بشكل مباشر ويضعف من وحدة الصف الفلسطيني.
قمة عربية مهمة
استضافة الجزائر للقاءات الحوار الجامع بين مختلف الفصائل الفلسطينية يأتي قبيل القمة العربية المزمع عقدها بالجزائر يومي 1 و2 نوفمبر القادم، والتي أكدت الجزائر أن القضية الفلسطينية ستكون على قمة جدول أعمالها. فقد أوضح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن القمة تسعى إلى تجديد الالتزام الجماعي العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد التزام الدول بمبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2002. كما أن هذه المبادرة تأتي في وقت حساس لإنهاء حالة الانقسام الداخلي في فلسطين.
مبادرة تعكس عمق العلاقات الجزائرية – الفلسطينية
العلاقات الجزائرية الفلسطينية راسخة منذ زمن بعيد، ويعتبر دعم القضية الفلسطينية من الثوابت الجزائرية على المستويين الرسمي والشعبي، لاسيما وأن إعلان استقلال دولة فلسطين الذي تم في تاريخ 15 نوفمبر 1988 من طرف منظمة التحرير الفلسطينية عقد بقاعة قصر الصنوبر في الجزائر العاصمة، كما تعتبر الجزائر أول بلد عربي استضاف مكتبا لحركة فتح الفلسطينية سنة 1963، وفي وقت لاحق من سنة 1965 اعترفت الجزائر بمنظمة التحرير الفلسطينية مع افتتاح أول مكتب للمنظمة في العاصمة الجزائرية.
ولطالما ناصرت الجزائر القضية الفلسطينية سواء دبلوماسيا أو اقتصاديا، من خلال تقديم ملايين الدولارات كل عام كمساعدة للشعب الفلسطيني. وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في جوان الماضي، أن الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي قدمت مساعدات للفلسطينيين بقيمة 100 مليون دولار في ظرف شهر واحد، وبالتالي، فإن مبادرة لمّ الشمل واستضافة الفصائل الفلسطينية استمرار لهذا الدعم الذي لم ينقطع أبدا.