أكد باحثون، في ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة المجاهد بعنوان “الدعم الدبلوماسي العربي من مؤتمر باندونغ إلى 8 أكتوبر”، اليوم، على الدعم العربي للقضية الجزائرية أثناء الثورة ماديا ومعنويا وثقافيا.
تطرق رشيد ولد بوسيافة، أستاذ محاضر في التاريخ بجامعة المدية، إلى دور جامعة الدول العربية في دعم الثورة، خاصة دولة مصر، وأثنى على دور المجاهد عبد الرحمان باشا الهام، في محاربة الإستعمار الإيطالي في ليبيا ودعم القضية الجزائرية، وله تصريح له حول مجازر 8 ماي 1945، التي ارتكبت ضد الجزائريين.
وأشار الباحث ولد بوسيافة بمناسبة اليوم الوطني الدبلوماسية، إلى أنه خلال اطلاعه على الأرشيف لاحظ غياب القضية الجزائرية بالجامعة العربية بين 1945 و1954، لأن الجزائر آنذاك كانت تعتبر شأنا داخليا لفرنسا، لكن بعد إندلاع الثورة استيقظت الجامعة العربية وتغير موقفها بشكل كبير.
وأضاف أن أول خروج موفق لقادة الثورة للعمل الدبلوماسي هو مشاركتهم في مؤتمر باندونغ، بعد جولات ماراطونية لقادة جبهة التحرير الوطني، وعلى رأسهم امحمد يزيد وحسين آيت أحمد، في الدول الآسيوية للتعريف بالقضية الجزائرية، واستطاعوا إقناع الحضور في مؤتمر باندونع المنعقد في افريل 1955، بالتصويت لصالح القضية الجزائرية وإدراجها في هيئة الأمم المتحدة، بحيث تقدمت 14 دولة أفرو-اسيوية لإدراج القضية الجزائرية ورفضت فرنسا وحلفاءها، لكن إصرار الدول الأفرو-أسيوية دفع بالتصويت بـ28 بلد مقابل 27.
وأشاد المحاضر بدور المناضل الفلسطيني أحمد أسعد الشقيري، الذي تحول إلى ناطق باسم الدفاع عن القضية الجزائرية، واتهم فرنسا بالرجعية والإستغلال، إضافة إلى الدعم العربي من مصر، سوريا، السعودية، الكويت، اليمن وغيرها من الدول، وبفضلهم أصبحت القضية الجزائرية معروفة.
وأشار إلى أن دورة الجامعة العربية أطلق عليها دورة الجزائر، وأصبح الحديث عن القضية الجزائرية فقط، وخصصت ميزانية للثورة الجزائرية. ودعا ولد بوسيافة للإهتمام بهذه الصفحات التاريخية.
الشاذلي المكي عرّف بالقضية الجزائرية في مصر
وأوضح المختص في التاريخ، عامر رخيلة، أن محددات السياسة الخارجية للجزائر رسمت قبل الفاتح نوفمبر 1954، وأشار إلى دور الشاذلي المكي في التعريف بالقضية الجزائرية لدى الرأي العام المصري والمشرق العربي.
وقال رخيلة: “الشاذلي المكي بذل مجهودات كبيرة، وكان بمثابة آلة إعلامية متحركة من 1945 إلى 1954، بعدها أصدر كتيبا يتناول الواقع الجزائري، لهذا كان المشرق العربي على دراية بما يجري في الجزائر”.
وأكد رخيلة على الدعم المادي والسياسي والثقافي والمعنوي باستقبال طلبة ووفود ودعم الهجرة بإمكانياتها.
وأضاف: “مشكلتنا أننا نصنع التاريخ، لكن للأسف لا نؤرخ. الدبلوماسيون الجزائريون قدوة كل واحد يستحق مجلدات”.
وأثنى رخيلة على التزام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمبادئ الدبلوماسية الجزائرية في التعامل مع العقل الأوروبي.
“نأمل أن تكون القمة العربية فرصة لرص الصف العربي”
وأكد عمر دادي عدون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية في الخارج لمجلس الأمة، على قوة الدبلوماسية الجزائرية ومواقف الجزائر الثابتة حيال القضايا العادلة في العالم.
وقال: “قوة الدولة في المحافل الدولية تحدد بقوة الجهاز الدبلوماسي، الثورة أحيت الجامعة العربية “.
ويأمل عضو مجلس الأمة أن تكون القمة العربية مطلع نوفمبر الداخل، فرصة للم الشمل العربي ورص الصفوف، وإعادة بناء العمل العربي المشترك والتركيز على مركزية القضية الفلسطينية.
وأثنى عدون على المواقف الشجاعة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وبمساعدة الجهاز الدبلوماسي. وقال: “نفتخر بجهازنا الدبلوماسي الذي يتألق يوميا، إن شاء الله ستكون القمة العربية إنفراجا للقضية الفلسطينية واليمنية وتعود اليمن موحدة”.
وأكد المجاهد والسفير الأسبق، صالح بلقبي، أن الجزائر كانت دائما تدافع عن القضايا العربية، ولم تنظر لنفسها على أنها كيان مستقل عن المنطقة العربية، أملا في أن يخرج العرب متحدي الصفوف في القمة العربية المقبلة.
للإشارة، كرمت جمعية مشعل الشهيد المجاهد والدبلوماسي الأسبق بوسام الذاكرة.