حذر تقرير جديد مشترك صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة التي شهدها هذا العام، والتي تغذي الكوارث في مناطق عديدة حول العالم.
حذر التقرير بعنوان “الحرارة الشديدة: الاستعداد لموجات الحر في المستقبل” من تغير المناخ الذي يجعل موجات الحر أكثر خطورة من أي وقت مضى، مشددا على اتخاذ خطوات حازمة لتجنب الكوارث الحرارية المتكررة المحتملة، والتي تنذر بمستقبل تتكشف فيه حالات طوارئ إنسانية أكثر فتكا وتوترا وشدة.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث: “فيما تستمر أزمة المناخ دون رادع، فإن الظواهر المناخية الشديدة، مثل موجات الحر والفيضانات، تضرب الأشخاص الأكثر ضعفا بشكل أقسى، ولا يوجد مكان يكون فيه التأثير أكثر وحشية مما هو عليه في البلدان التي تعاني بالفعل من الجوع والصراع والفقر”.
وأشار التقرير إلى أنه في العقود القادمة، من المتوقع أن تصل موجات الحر وتتجاوز الحدود الفيزيولوجية والاجتماعية للإنسان في مناطق مثل الساحل والقرن الإفريقي وجنوب غرب آسيا، فموجات الحر الشديدة في هذه المناطق ستؤدي إلى معاناة واسعة النطاق وخسائر في الأرواح، وتحركات سكانية، وقد شهد عام 2022 بالفعل اختناق المجتمعات في شمال إفريقيا وأستراليا وأوروبا وجنوب آسيا والشرق الأوسط في ظل درجات حرارة قياسية، وفي الآونة الأخيرة، عانى غرب الولايات المتحدة والصين من وطأة الحرارة الشديدة.
من جهته، قال جاغان تشاباغين الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: “إن أزمة المناخ تؤدي إلى تفاقم حالات الطوارئ الإنسانية في جميع أنحاء العالم. لتجنب آثاره الأكثر تدميرا، يجب أن نستثمر على قدم المساواة في التكيف والتخفيف، لاسيما في البلدان الأكثر عرضة للخطر”، مضيفا: “إذا كانت المجتمعات مستعدة لتوقع مخاطر المناخ ومجهزة لاتخاذ إجراءات، فسوف نمنع الظواهر المناخية الشديدة من أن تصبح كوارث إنسانية”.
واختتم التقرير بخمس خطوات مهمة تعمل على التخفيف من تغير المناخ ولدعم التكيف طويل الأجل للفئات الأكثر ضعفا، حيث تشهد البلدان الأقل دخلا في العالم بالفعل زيادات غير متناسبة في درجات الحرارة الشديدة، وستشهد زيادة كبيرة في عدد الأشخاص المعرضين للخطر في العقود القادمة، ومن أجل الوصول إلى أنظمة جيدة حول الإنذار المبكر والإجراءات الاستباقية والاستجابة لموجات الحر فالخمس خطوات هي: توفير معلومات مبكرة عن موجات الحر لمساعدة الناس والسلطات على اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب، وثانيا دعم الاستعداد وتوسيع نطاق العمل الاستباقي، لاسيما من قبل الجهات الفاعلة المحلية، التي غالبا ما تكون أول المستجيبين في حالات الطوارئ، وثالثا البحث عن طرق جديدة وأكثر استدامة لتمويل العمل المحلي، ورابعا تختبر المنظمات الإنسانية بالفعل مناهج مثل الإسكان الطارئ الأكثر ملائمة حراريا و(الأسطح الخضراء)، ومراكز التبريد، والتعديلات على الجداول الزمنية للمدارس، وخامسا تعزيز المشاركة عبر المجالات الإنسانية والإنمائية والمناخية ما يتطلب المزيد من استثمارات كبيرة في البحث والتعلم وتخطيط تنمية مستدامة جيدة.