أكّد مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف محند ايدير مشنان على أهمية ودور السياحة الدينية في التنمية الاقتصادية للبلاد، لما تزخر به الجزائر من تراث ثقافي كفيل باستقطاب السياح.
يُنظّم مخبر التراث الثقافي بالجنوب الغربي الجزائري التابع للمركز الجامعي “صالحي أحمد ” للنعامة والجمعية الجزائرية للزوايا والثقافة الصوفية، ملتقى دولي بعنوان ” السياحة الدينية في الجزائر وآثارها في التنمية الاقتصادية”، انطلقت فعالياته أمس الثلاثاء، بالمسرح الجهوي أحمد بن قطاف بالنعامة.
وأشرف على افتتاح الملتقى والي النعامة الدراجي بوزيان، بحضور محمد ايدير مشنان ممثلا لوزير الشؤون الدينية والأوقاف ونخبة من الدكاترة والأساتذة المحاضرين، وذلك بمشاركة عدة دول عربية إلى جانب أكثر من 40 محاضرا من حوالي 15 ولاية .
وأشار بن شنان إلى أن السياحة الدينية فرصة للتعريف بالقيم الأخلاقية، والإنسانية وما تحوزه الجزائر من كنوز ثقافية كثيرة من شأنها أن تستقطب عددا كبيرا من السواح.
من جهته، تطرق الأمين العام للمجلس الإسلامي الاعلى، بوزيد بومدين إلى تاريخ السياحة الدينية عبر العالم وأعطى نماذج من عدة مناطق من العالم أهمها، حج بيت الله الحرام بالنسبة للمسلمين.
وأكّد ممثل الطريقة التيجانية شباب معمر، أن السياحة الدينية شكلت عنصرا رئيسيا في اقتصاد الكثير من دول العالم خاصة الدول التي تمتلك عناصر ومقومات طبيعية كانت او بشرية والجزائر تمتلك عناصر هامة لكنها “غير مستغلة بشكل صحيح”، على حد قوله. فهي مهد للعديد من الحضارات التي تركت أثرا واضحا على التراث الإنساني كما تتميز بجغرافية غنية بتنوعها. وتساءل شباب معمر عن ماهي مقومات الاستثمار السياحي في الجزائر وماهية الاستراتيجيات والخطط التي تحقق النشاط السياحي.
ويتم التطرق في الملتقى الدولي الذي يدوم ثلاثة أيام، إلى اقتصاد السياحة والاعتماد على التراث الثقافي بكل مكوناته كمجال للثروة والتنمية خاصة وأن الجنوب الغربي الجزائري غني بموروثه الروحي، والثقافي والديني. وتناقش في الملتقى أيضا السياحة الدينية وأبعادها الاقتصادية الاجتماعية والثقافية، كرهان مستقبلي في الجزائر مع أخذ قصور وزوايا هذه المنطقة نموذجا إلى جانب معاينة تجارب رائدة للسياحة الدينية في العالم العربي.
ويتطرق الملتقى أيضا للأعياد الدينية والمناسبات الشعبية وآثارها في التنمية الاقتصادية مع دراسة نماذج من الجنوب الغربي الجزائري وأخذ وعدة سيدي أحمد المجدوب بعسلة التي انطلقت فعالياتها تزامنا وتاريخ انعقاده، كانموذج للتعريف بالسياحة الدينية، وتجديد الرؤية للموروث الروحي والثقافي باعتباره رافدا اقتصاديا مهما. وتُستعرض بالملتقى نماذج عن تجارب رائدة في الاستغلال السياحي للموروث الروحي والثقافي في الوطن العربي، للاطلاع على أحدث الأبحاث العربية في محاور الملتقى، مع تبادل الخبرات والمعارف بين المشاركين والأساتذة الجامعيين والطلبة.