توصلت الفصائل الفلسطينية، المشاركة في مؤتمر المصالحة إلى اتفاق تاريخي على وثيقة «الوفاق وإنهاء الانقسام»، وستجرى، اليوم، مراسم توقيع «إعلان الجزائر»، بالعاصمة، بإشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
نجحت المبادرة الجزائرية لجمع الشمل الفلسطيني، في تحقيق الغاية النهائية منها، حيث وافقت كل الفصائل التي اجتمعت على مدار يومين كاملين، بقصر الأمم، على وثيقة الوفاق والمصالحة.
وانتظر الشارع الفلسطيني والرأي العام العربي، إلى غاية مساء أمس، للتعرف على مخرجات اللقاء، لتبدأ الأخبار السعيدة بالظهور، مع إعلان رئاسة الجمهورية، عن زيارة المجاملة التي قام بها الرئيس تبون في نهاية اجتماع الفصائل.
صورة رئيس الجمهورية محاطا بالشخصيات الفلسطينية المشاركة، وعلى يمينه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وعلى يساره عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح، أكدت نجاح مبادرة الجزائر.
ومع توالي تصريحات رؤساء المجموعات، اتضح أن ما تحقق للفلسطينيين بالجزائر، يرقى إلى لحظة تاريخية أخرى، يصنعها الدور الجزائري في القضية الفلسطينية، إذ أجمع الكل على أن الوفاق كان «صعبا لكنه تحقق»، بفضل «كثافة الجهد وقوة الطموح».
وقال عزام الأحمد: «نعاني انقساما منذ 15 سنة وهذا ما أضعف موقف قضيتنا، ولكن كلما ضاقت بنا لا نجد إلا الجزائر».
من جانبه ثمن هنية «دور الطاقم الجزائري الذي أدار الحوار باستراتيجية الصبر وعدم التدخل أو فرض أيّ رأي، لنحقق نتيجة ترتقي للتطلعات المحيطة بالقضية الفلسطينية».
يذكر، أن المبادرة الجزائرية، امتدت على 11 شهرا، وتحديدا من السادس (06) ديسمبر 2021، حينما أعلن الرئيس تبون عن السعي لتنظيم لقاء جامع بين الفصائل الفلسطينية «قصد تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام».
وطيلة هذه المدة استمتعت السلطات الجزائرية لرؤى وطروحات كل فصيل على حدى، لتقوم بتجميع المواقف والخلاصات في مسودة وثيقة، رفعت للفصائل المعنية في الاجتماع الشامل، الذي التأم يومي الثلاثاء والأربعاء.
وبعد نقاش وصف بـ «الشاق»، أعلنت الفصائل عن قبولها وثيقة الوفاق، لتتم، اليوم، مراسم التوقيع على الاتفاق النهائي الذي سيحمل اسم «إعلان الجزائر»، في حفل خاص يرأسه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
13 فصيلا، و60 شخصية من فلسطين، سيعلنون عن اتفاق المصالحة الفلسطينية، قبل أيام قليلة عن انعقاد القمة 31 لجامعة الدول العربية التي ستحتضنها الجزائر، يومي 01 و02 نوفمبر المقبل.
هذا الاتفاق مهم للغاية، إذ سيعطي بعدا جديدا للقضية الفلسطينية، باعتبارها الملف الرئيسي الذي سيعرض على القادة والرؤساء العرب، و«نجاعة أقوى لوحدة الكلمة العربية حول حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية»، مثلما صرح، مطلع الأسبوع، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة.
وسيضفي إتمام المصالحة الفلسطينية، في هذا التوقيت بالذات، أبعادا جديدة للعمل العربي المشترك خلال اجتماع الجزائر، بشكل قد يرقى إلى مستوى تطلعات القادة وتوقعات المراقبين بأنها «ستكون قمة بقرارات تاريخية»، سواء لفلسطين أو القضايا الأخرى التي تشكل همّا مشتركا للعرب.