بقيت الجزائر تقاوم حتى تحررت من الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من “132” عاماً ودائما يتمنون، تقديرا لثورتهم التحررية من الاستعمار في الخامس من تموز منذ العام 1962 وحبهم لفلسطين نحو تحرير فلسطين، حيث تعتبر محطة استقلال الجزائر هامة فهي الملهم الأول للفلسطينيين نحو الاستمرار والتمسك بذات هدف الانعتاق من الاحتلال والتحرر من براثنه حتى نيل استقلاله، والجزائر ملهمة نحو تحقيق ذلك من خلال تقوية الجهود السياسية لتحقيق الوحدة الوطنية وهي الأمل للفلسطينيين لتوحيد جهودهم والتفكير بآلية عمل وطنية موحدة هدفها الأوحد وهو تحقيق مصير الشعب الفلسطيني نحو الاستقلال.
فالعلاقات الفلسطينية الجزائرية علاقات قوية ودائمة، حيث وجد الفلسطينيون في الجزائر الدولة الأقرب إلى قلوبهم. والجزائر كانت حاضنا قويا لفلسطين عبر كافة المستويات، إن كان على المستوى السياسي أو الإعلامي وعبر كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، أو على المستوى الاقتصادي والثقافي وعبر المنح التعليمية التي تقدم للشعب الفلسطيني.
قضية فلسطين ليست قضية إنسانية فحسب، لكن البعد الإنساني بعد آخر يضاف لأبعاد علاقة الشعب الجزائري بفلسطين، من خلال تذوقه للمعاناة الإنسانية التي خلفها الاستعمار الفرنسي، ومن خلال نقاء فطرته القيمة الرافضة لاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان، والمغروسة في طبيعة الإنسان الجزائري الحر. الجزائريون دوما يقفون مع الجانب الفلسطيني وهم يدعمون القضية بكل المحافل الدولية لإيصال فلسطين نحو بناء دولة حديثة ومواصلة مسيرة النهضة المستدامة للشعب الفلسطيني. وتسعى الجزائر في ظل ظروف استثنائية أمام الواقع الدولي والإقليمي الصعب الذي بات يؤرق المستويات جميعها، إلى استغلال وجود القمة العربية في الجزائر لتحقيق المصالحة؛ الملف الذي بات يؤلم محبي القضية الفلسطينية لتعزيز القدرة الفلسطينية على مواجهة الاحتلال والتحديات وتحقيق قوة الإرادة والصمود والعزيمة من أجل تحقيق الحرية والانتصار، الأمر الذي تسعى إليه الجزائر وهي تمضي قُدماً نحو تحقيق هذا الهدف المستقبلي بمزيد من الإصرار والعمل والإنجاز.
تريد الجزائر أن تأخذ دوراً مُتقدماً وبارزاً وهاماً عربياً وإفريقياً ودولياً في قضية الشعب الفلسطيني من خلال ملف المصالحة لتتبوأ مكانة متقدمة، موظفة حب الشعب الفلسطيني لها في الدفاع عنهم لخدمة قضاياهم العادلة، فالجزائر وقفت طيلة السنوات الماضية إلى جانب الشعب الفلسطيني ومازالت حتى اليوم تُقدم الدعم المعنوي والمادي للقضية الفلسطينية مؤمنة بعدالة القضية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ووصوله إلى الاستقلال والاستقرار والانتصار على الاستعمار الصهيوني الجاثم حتى اليوم على الأرض الفلسطينية. وتحاول الجزائر تجسيد آفاق التطور السياسي المُرتكز على مشاركة الشعب في صنع القرار، من خلال العملية الديمقراطية المتواصلة وهو ما يجسد حالة من الاستقرار في تداول السلطة واستقرار حالة مؤسسات الدولة للوصول الى أعلى مستويات النهوض المدنية والسياسية من خلال الانتخابات العامة لإعطاء دروسا يأتي ضمن سياق العدالة والوسطية وتحقيق أفضل نوعية لحياة الشعب الفلسطيني من حيث الاستمرار قدما في التطور في مستوى الخدمات والتعليم والصحة والاتصالات والصناعة، والتقدم في جميع المجالات خاصة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ضمن خطط وطنية مستدامة.
تسعى الجزائر إلى تكريس جهودها المستمرة مع الدول الفاعلة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني- الصهيوني وترسيخ حق الشعب الفلسطيني، حيث تحرص الجزائر على التنسيق والتشاور الدؤوب مع أشقائها العرب لتعزيز العمل العربي المشترك نحو تفعيل القضايا العادلة. وتسعى إلى استرجاع السيادة الوطنية للفلسطيني على حدوده وأرضه وتعزيز روح الانتماء الوطني لجيل الشباب الفلسطيني لاستكمال روح الدفاع عن الوطن.
تسعى الجزائر إلى التركيز على واقع القضية الفلسطينية ضمن منهجية علمية والانتقال من حالة الأمر الواقع الحالي إلى السير بقوة في طريق الوحدة كطريق للتحرر وإلى تعزيز الأمل في نفوس الفلسطينيين حتى تحقيق ما هو أفضل من خلالها تضافر الجهود الدولية. حيث تسعى الجزائر بكل طاقاتها وإمكاناتها لتعزيز البناء الفلسطيني الداخلي لرأب الصدع الفصائلي ودرئه، وإنهاء الانقسام وتحقيق الحرية والكرامة والنصر والانعتاق من الاستعمار ورفض الخنوع والظلم. تقف الجزائر في مواجهة آلة التمييز العنصري ورفض سياسات الاضطهاد للشعب الفلسطيني وتسعى إلى دعم الشعب للتخفيف من وطأة الاستعمار والاستمرار دوماً في تحريك ملف المصالحة وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني للتصدي لآلة الحرب الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وهذا يعزز دور الفلسطينيين بعدم إحراج الجزائر وتحقيق مطلبها وهو تحقيق الوحدة الوطنية والسير بآلية وبرنامج متفق عليه لتحقيق العملية الديمقراطية التي تحقق الأمن والسلم الأهلي للشعب الفلسطيني.
بقلم: تمارا حداد