أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن الجزائر حققت مكاسب معتبرة في مجال الأمن الغذائي، لاسيما من خلال جهود تطوير الإنتاج الفلاحي في البلاد.
أوضح هني في كلمة ألقاها، بمناسبة فعاليات الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للتغذية، أن”الجزائر تمكنت من منطلق السياسة المنتهجة الرامية لتحقيق الأمن الغذائي، الذي يشكل إحدى المحاور الرئيسية في برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من تحقيق الاستقرار الغذائي”.
وذكر في هذا السياق بأنه تم تصنيف الجزائر من طرف التقارير الأممية ضمن فئة البلدان المتقدمة، التي تقل فيها نسبة الأشخاص الذي يعانون من سوء التغذية عن 5ر2 بالمائة من العدد الإجمالي للسكان.
ولفت هني إلى أن “الفلاحة تحتل مكانة أساسية في إحلال الأمن الغذائي، مما يجعل من القيام تدريجيا بوضع ممارسات فلاحية مستدامة لزيادة إنتاج الغذاء وتنويعه، إحدى الضمانات الأساسية لأي سياسة إنمائية فعالة”.
الأمن الغذائي إحدى المقومات الأساسية للسيادة الوطنية
وبعد التأكيد أن الأمن الغذائي يعد إحدى المقومات الأساسية للسيادة الوطنية، أبرز الوزير مختلف البرامج والمشاريع التنموية التي تمت مباشرتها لتلبية الاحتياجات الوطنية من خلال تنويع العرض الفلاحي.
وترمي هذه الجهود إلى توسيع المساحات المسقية وزيادة الإنتاج في المحاصيل الاستراتيجية، وترشيد استخدام الأراضي والمياه, ودعم الاستثمار خاصة في ولايات الجنوب، والحفاظ على الثروة الغابية, مع دمج المعرفة والرقمنة والابتكار في مختلف برامج التنمية الفلاحية ميدانيا.
وسمح ذلك بتحقيق العديد من الانجازات من بينها تطور عرض المنتجات، وقدرتها التنافسية، ومطابقتها للمواصفات العالمية في مجال سلامة المستهلك، وتنوعها وتوفرها خلال فترات طويلة من السنة، مع بروز إمكانيات التصدير بناء على جودة المنتوج, يؤكد هني.
كما نوّه الوزير بالدرجة “العالية” من التنسيق والتشاور بين كافة القطاعات المعنية، ما مكن من بلوغ الأهداف المسطرة خاصة فيما يتعلق بالسقي والتزويد بالمياه، الكهرباء الفلاحية والريفية, والمكننة والرفع من طاقات التخزين، والبحث العلمي.
التبذير والنمط الاستهلاكي الجديد يهدران الجهود المبذولة
وأشار الوزير، من جانب اخر، إلى تأثير عامل التبذير والهدر الغذائي على الجهود المبذولة، ونتائجه السلبية على اقتصاديات الدول، مما يستدعي التفكير جديا في “تداعيات النمط الاستهلاكي الجديد، وكذا المضاعفات الصحية المسجلة على المستوى الدولي، من خلال الاستهلاك المفرط للمنتجات المحولة والمكونات الصناعية والكميائية التي تحتويها”.
ودعا الحضور من منظمات دولية ووطنية إلى التفكير في هذا الموضوع “بالغ الأهمية”، لأجل وضع أسس جديدة تعتمد على اليات واضحة من خلال برامج مخصصة لذلك، سواء من جانب التحسيس والتوعية بمخاطر النمط الاستهلاكي الجديد وكذا فوائد الرجوع إلى نمط صحي يعتمد أساسا على المواد الطبيعية.
من جهة أخرى، أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية على أهمية بناء عالم “أكثر قوة واستدامة”، و”مضاعفة الجهود من أجل بلوغ الهدف المتمثل في عالم خالي من الفقر والجوع وسوء التغذية، وجعله حقيقة وواقعا ملموسا”.
وفي هذا الإطار، لفت إلى أن الجزائر، تساهم كعضو في المنظومة الدولية، بقدر هام في محاربة كافة أشكال الفقر وسوء التغذية من خلال السياسات الفلاحية والريفية التي تنتهجها، حرصا منها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030.
وجرت فعاليات الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للتغذية (16 أكتوبر من كل عام)، بقصر الثقافة “مفدي زكرياء”، تحت شعار “لا تتركوا أي أحد خلف الركب، لإنتاج أفضل, وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل”، بحضور ممثلي عدة منظمات دولية وعدد من أعضاء الحكومة.
وتم بالمناسبة، عرض ومضة قصيرة حول الغذاء والظروف الدولية الراهنة من إعداد منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” التي تحتفل في 16 أكتوبر بالذكرى الـ77 لإنشائها.
ونظم على هامش الاحتفال، معرض يتضمن منتجات فلاحية وغذائية وطنية.
وسلّمت منظمة “فاو” خلال هذا الاحتفاء أوسمة استحقاق لعدة فاعلين في مجال التغذية.