أكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، عبد الرحمان حمزاوي، أن المجتمع المدني هو “الأسمنت المسلح” الذي يعزز التواصل بين الأجيال داخليا وبين الشعوب العربية أيضا.
أضاف حمزاوي، في ندوة بعنوان “مساهمة المجتمع المدني في الحفاظ على الذاكرة لدعم العمل العربي المشترك” نظمتها اليوم الأربعاء، جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة المجاهد، أن المجتمع المدني في الدول العربية شرع في مهمة صناعة الرأي العام، بعدما كان “مغيبا لسنوات” نظرا للظروف التي كانت تعيشها المنطقة، حيث أصبحت الدول العربية تؤدي دور المستقبل من جهات خارجية وتتأثر بالإعلام الغربي.
وقال في السياق: “اليوم أصبح المجتمع المدني صمام الأمان للدولة ويؤدي دورا أساسيا، وصانعا للرأي العام” .
وأبرز المتحدث، الصدى الإيجابي لإعلان الجزائر لتوحيد الفصائل الفلسطينية لدى الدول العربية، والمكانة التي أصبحت تحتلها الجزائر كدولة محورية في العالم اليوم خاصة إزاء القضايا الإفريقية والعربية، بآدائها دور الوسيط في تسوية نزاعات دول الجوار.
وقال رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، إن دور المجتمع المدني لا يمكن أن يكون بمعزل عما يشهده العالم العربي، وأكد على عمق الإنتماء الحضاري للجزائريين الذين يربطهم تاريخ مشترك مع الدول العربية.
وأضاف “العالم اليوم يتجه إلى دبلوماسية المجتمع المدني، والاعتماد عليه كشريك اساسي في صناعة القرار وهي المقاربة الأساسية في تحقيق التماسك الاجتماعي”.
وأكد أن دبلوماسية المجتمع المدني سند لدبلوماسية الدول العربية والعمل العربي المشترك، لتحقيق تطلعات الشعوب العربية.
وتحدث حمزاوي مطولا عن نجاح منتدى وهران للمجتمع المدني الذي شهد حضور ممثلين عن الدول العربية، وتناول قضايا راهنة، أسفر عن حلول سترفع إلى الجهات الوصية.
وثمّن المتحدث تحربة الجزائر في إنشاء مرصد وطني للمجتمع المدني، والتي جعلت الكثير من ممثلي المجتمع المدني العربي تطالب بإنشاء هيئات استشارية.
وأشار حمزاوي إلى أهم القرارات المنبثقة عن منتدى وهران، أهمها التأكيد على إنهاء الانقسام العربي، وضرورة دعم القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية، وإعتماد رؤية استراتيجية عربية.
وأكد المتحدث، وجود ارتياح كبير باحتضان الجزائر للقمة العربية من أجل رص صفوف الشعوب العربية، لأن الأجندات الخارجية انهكتها، والكثير من الدول العربية تعول على الدور الأساسي للجزائرن في قيادة قاطرة التعاون بين الدول العربية، واسترسل قائلا: “نأمل أن يكون المجتمع المدني إحدى الأطراف المساهمة في نجاح القمة العربية” .
وأشار رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني إلى أن احسن نموذج في المجتمع المدني للحفاظ على الذاكرة هي جمعية مشعل الشهيد.
من جهته، تحدث المجاهد الطاهر عبد السلام عن دور المجتمع المدني العربي في دعم الثورة الجزائرية، واحتضان الثوار عبر المساعدات.
وأضاف أنه عند إندلاع الثورة تجند المجتمع المدني من تونس إلى بغداد بتكوين لجان مساندة ومساعدة للثورة واللاجئين واليتامى الجزائريين.
للإعلام دور في الحفاظ على الذاكرة
في مداخلتها، أبرزت وسيلة لبيض، إعلامية وعضو بالمرصد الوطني للمجتمع المدني، دور الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي لنشر القيم الوطنية، والحفاظ على الذاكرة.
وذكّرنت في السياق بأن: “المجال مفتوح وخصب لمختلف الجمعيات للمساهمة في الحفاظ على الذاكرة”.
وشدّدت لبيض أنه في ظل التحديات الجيواستراتيجية، من واجب الجمعيات استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في صناعة الرأي العام وتنويره.
وأوضحت أن المجتمع المدني هو قوة مجتمعية تؤدي وظائف داخل المجتمع منها تمتين روابط اللحمة الوطنية.