تشكل وسائل الإعلام والاتصال أوقات الأزمات والأحداث الهامة، إحدى أهم المصادر التي يعتمد عليها في تنوير الرأي العام، وذلك من خلال ضمانها التغطية الكاملة للحدث بشكل يعطي صورة مشرفة لبلادنا، الأمر الذي يجعل الإعلام الجزائري، اليوم، أمام تحديات كبيرة، تتعلق بالترويج لصورة الجزائر التي ستحتضن القمة العربية، قريبا.
قال الأستاذ في كلية الإعلام والاتصال بجامعة «الجزائر 3» حسين حني، إنّ الحديث عن دور الإعلام في ظلّ التحديات الراهنة يقتضي الوقوف عند الأداء الإعلامي الذي بالرغم من حضوره القويّ في الكثير من الأزمات والأحداث، مازال يحتاج بعض الوقت لجعله أكثر مهنية واحترافية، وهذا لأنّ تجربة السمعي البصري ضمن التعددية مازالت فتية.
وأضاف المتحدث، في ذات الشأن، أنّ قطاع الإعلام أمامه تحديات متعدّدة للنهوض به، فالمؤسسات الإعلامية مطالبة، في الوقت الحالي، بالاستفادة من أعمال الباحثين في نفس المجال لتطوير العمل الإعلامي، لأنّ تحقيق مستويات أعلى من الخدمة العمومية والاقتراب أكثر من الوظيفة التثقيفية والتربوية لوسائل الإعلام، يتطلب تكوين الموارد البشرية الإعلامية بالدرجة الأولى.
بالعودة للحديث عن دور وسائل الإعلام، أكد الأستاذ أنّ الإعلام يعدّ أحد أهم أدوات السياسة الخارجية للدول ووسيلة بالغة الأهمية في صياغة الرأي العام الدولي، ومن الطبيعي والمنطقي أن توظف الدول وسائل إعلامها ذات الطابع الإقليمي أو العالمي في إدارة مصالحها وحماية مكتسباتها والحفاظ على المقدرات المادية والمعنوية، فما بالك بدولة مثل الجزائر، التي يجب عليها أن تمتلك إعلاما تسخره لصيانة مصالحها وتعزيز قدراتها، يغنيها عمّا سواها، وذلك انطلاقا من الثقل الإستراتيجي الذي تتمتع به من حيث موقعها الجغرافي وغيرها من الإمكانات التي تأتي في إطار العمل المؤسسي التكاملي المشترك فيما يتصل بالإعلام ودوره في تحقيق التنمية.
إنّ التحديات التي تواجهها الجزائر، عشية احتضانها للقمة العربية، تتطلب منا -يضيف حني حسين – أن نعمل بشكل مستمر وصادق لتطوير قدرات إعلامنا الجزائري حتى يحقق التطلعات المنتظرة منه، وأن تتكامل الجهود لرفع إمكانات منظومتنا الإعلامية وتمكينها من إيصال رسالتها إقليميا ودوليا، والعمل دوما على تقريب وجهات النظر وتعزيز التعاون على المستويين الثنائي والمتعدّد الأطراف، خاصة من أجل بلوغ الغاية المثلى في لمّ الشمل العربي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، منذ إعلانه عن استضافة الجزائر للقمة العربية، علما أنّ نجاح الإخوان العرب في تأسيس كتلة بالجزائر ونحن في عصر التكتلات، سيجعل من أمتنا قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب.
وبشأن دور الإعلام في الترويج لصورة الجزائر، أفاد المتحدث، أنّ التحديات التي تواجه الجزائر في الوقت الراهن، سواء على المستوى السياسي، الفكري، أو الاقتصادي، تفرض تسخير كافة الإمكانيات والوسائل لمواجهة هذه التحديات، خاصة وأنّ الإعلام – يضيف الأستاذ- أصبح من أفتك الأسلحة في الصراع الحضاري الذي يدور، اليوم.
أكد الأستاذ في الإعلام والاتصال ختاما، أنّ الإعلام الجزائري مدعوّ أكثر من أيّ وقت مضى، بالنظر إلى المهام النبيلة المنوطة به، إلى تعزيز ترقية الحرية والحوار وتنوير الرأي العام خدمة للصالح العام ومستقبل الوطن، خاصة لما يتعلق الأمر بالتصدي لمروّجي الفرقة والتشتت، والإجرام والإرهاب الذي يمثل خطرا حقيقيا على استقرار الدول والانسجام العام.