أبرز مشاركون في الملتقى دولي حول البعد العربي للثورة الجزائرية الجارية أشغاله، اليوم الاثنين بوهران، أن دعم ثورة التحرير الجزائرية كان مسألة مبدئية للدول العربية.
وأوضح المتدخلون في أشغال الفترة الصباحية من هذا اللقاء الموسوم ب “الجزائر في الوطن العربي عمق التاريخ تحديات الحاضر وأفاق المستقبل ” والمنظم من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق أن الدول العربية انخرطت في الثورة التحريرية ووفرت مختلف أشكال الدعم السياسي والمادي والمالي والأسلحة.
وذكر عمر بوضربة من جامعة المسيلة أن الثورة التحريرية المجيدة راهنت منذ انطلاقتها على بعدها العربي في حصول على الدعم والتعريف بالقضية الجزائرية بالمحافل الدولية.
وأوضح المتدخل أن جبهة التحرير الوطني أسست مكاتب لها بالدول العربية بغرض الحصول على المساعدات المختلفة من أموال وذخيرة، مضيفا أن الدول العربية ساهمت بالإضافة الى التمويل والتسليح في تدويل القضية الجزائرية من خلال تمكين قادة الثورة حضور المؤتمرات الإقليمية.
وأشار إلى أن مكاتب جبهة التحرير الوطني كانت تمارس الدبلوماسية الثورية وتقوم بتوزيع المناشير على سفارات الدول الأجنبية بالدول العربية للتعرف بالقضية الجزائرية.
ومن جهته، أبرز فهمي القيسي، سفير عراقي سابق، ان الشعوب العربية كانت تعايش الثورة الجزائرية خلال كل مراحلها وتتابع أحداثها اليومية، مشيرا إلى ان الدول العربية ساندت الثورة الجزائرية منذ انطلاقتها بمختلف أشكال الدعم وعملت على طرح القضية الجزائرية في المحافل الدولية ولا سيما منظمة الأمم المتحدة.
كما تحدث نفس المتدخل عن الدعم العراقي ومنه جمع التبرعات وتنظيم فعاليات ثقافية ورياضية دعما للقضية الجزائرية.
ومن جانبه، أبرز جمال زهران، من مصر ان الثورة الجزائرية لم تنفصل عن محيطها الإقليمي وحرصت على الارتباط بالمحيط العربي مضيفا ان كل الأشقاء العرب انخرطوا في الثورة التحريرية ووفروا لها الدعم.
وأوضح ان المقاومة الجزائرية ظلت مستمرة منذ بداية الاستعمار رغم كل الوسائل اللإنسانية والحقيرة التي استخدمها الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري.
وتطرق صالح بن حمد بن علي الصقري، من السعودية الى الدعم السعودي للثورة الجزائرية التي قال أنها كانت في قلوب كل السعوديين وكان التلاميذ في المدارس ينشدون الجزائر.
وذكر انه في اطار هذا الدعم تم حتى إطلاق على موسم حج موسم الجزائر لجمع التبرعات للثورة التحريرية الجزائرية.
أما عدنان إبراهيم محمد الحجار من فلسطين فقد تطرق الى دور الجزائر في مواكبة الثورة الفلسطينية وتقديم مختلف أنواع الدعم لافتا الى ان الجزائريين شاركوا حتى في حرب 1948 نصرة للفلسطينيين.
ويشارك في هذا اللقاء المنظم بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال الوطني والذكرى ال 68 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة والذي افتتحه وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة باحثون من مختلف الجامعات الجزائرية ومن مصر وتونس وفلسطين والمملكة العربية السعودية والعراق.
وستتواصل الأشغال بعد الظهيرة على مستوى ثلاث ورشات تتناول الأولى “الجزائر في الوجدان العربي” والثانية “الدعم العربي للثورة الجزائرية” والثالثة “الجامع القيمي والمقاربة التنموية” .
للإشارة نظم المتحف الوطني للمجاهد بمناسبة هذا الملتقى معرضا تضمن أشرطة سمعية بصرية وثائقية حول مختلف أحداث الثورة التحريرية المظفرة وكتيبات حول سير أبطال الثورة علاوة على مقالات صحفية تتعلق بالدعم العربي للثورة التحريرية وصور لقادة الثورة مع بعض رؤساء وملوك الدول العربية.
كما نظم معرض آخر حول كتب تناولت الثورة التحريرية المجيدة وإصدارات جديدة في هذا المجال.