قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، نبيل كحلوش، إنّ قمة الجزائر المقبلة ستكون محطة جدّ هامة « لمناقشة وحلّ الخلافات والصراعات العربية»، ورصّ الصفّ العربي وتوحيد الرؤى وتقريب وجهات النظر، وهي فرصة ذهبية تتيحها الجزائر للإخوة العرب ومن على أرض الشهداء للمّ شملهم وتوحيد وجهات نظرهم.
– «الشعب»: يراهن العديد من المختصين على قمة الجزائر لتفعيل آليات العمل المشترك، هل بإمكان الجزائر كسب الرهان؟
نبيل كحلوش: بالطبع تستطيع الجزائر، من خلال المقومات التي تمتلكها، تفعيل العمل العربي المشترك، كما أنّ قمة الجزائر القادمة ستساهم من دون شك، في الارتقاء به إلى أعلى المستويات، لأنّه بات ضرورة تفرضها المرحلة الراهنة، خاصة في ظلّ الظروف الدولية والإقليمية الخطيرة التي بات يشهدها العالم.
تفعيل العمل العربي المشترك في الوقت الحالي، لا يمكن تجسيده على الميدان إلاّ من خلال تفعيل الآليات التي كانت موجودة من قبل والتي بقيت معطلة، ومن بين هذه الآيات إعادة بعث وتفعيل آليات الدفاع المشترك والذي يمكن أن يكون كمجلس أمن عربي إقليمي، إضافة إلى إصلاح البند السادس من ميثاق جامعة الدول العربية، والذي ينصّ على أنّ الدول العربية بإمكانها التدخل واتخاذ القرارات التي تجدها مناسبة لإيقاف الحرب أو العدوان بين الدول العربية التي هي عضو في الجامعة أيضا، وهذا الأمر غير موجود حاليا.
– ما هي مقوّمات نجاح الجزائر في لمّ الشمل العربي؟
بطبيعة الحال، الجزائر تمتلك مزايا ومقوّمات تمكنها من ذلك، في مقدّمتها المقوّم الفكري فهي لا تنتمي إلى الأيديولوجيات المتضاربة والمحاور المتداخلة هنا وهناك، أيّ أنّ موقفها الحيادي والإيجابي من عدة قضايا يجعلها أكثر قدرة على التوسّط بين الفرقاء، وللجزائر أيضا علاقات إستراتيجية مع دول كبرى غربية وشرقية.
– الوصول إلى توافق عربي يشكل تحديا رئيسيا على أجندة القمة العربية، في رأيك ما هي أهم التحديات التي ستواجه أشغال القمة؟
الجزائر مقبلة على تنظيم قمة عربية وبتحديات كبيرة، أبرزها الاتفاق على التحديات الأمنية التي تعيشها بعض الدول العربية، أما على المستوى الآخر وهو المستوى السياسي فإنّ القضية الفلسطينية ستكون من بين أهم التحديات، ولكن بما أنّ الجزائر قد بادرت إلى لمّ الشمل وعقد للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
هنالك تحدّ آخر، وهو تحدي اقتصادي بالدرجة الأولى، لأنّ الدول العربية عندما تجتمع تتكلم غالبا عن الجوانب السياسية والأمنية والتي أصبحت في الوقت (خزعبلات)، لأنّها لا تتكلم عن المشاريع الاقتصادية المشتركة، وبالتالي فإنّ أهم تحدّ حسب تقديري هو أن يكون نظاما اقتصاديا مشتركا بين الدول العربية، يتيح لها مواجهة المتغيرات الاقتصادية الكبرى على مستوى العالم، وعلى وجه الخصوص التحدي المتعلق بالأمن الغذائي والطاقوي.