دعا وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، إلى العمل سويا بكل طموح وروح توافقية بناءة لإنجاح قمة لم الشمل وتعزيز التضامن في ذكرى ثورة الأول نوفمبر الخالدة التي تظل عنوان شامخا لوحدة شعبنا وفي نصرة الحق والمبادئ المقدسة.
قال لعمامرة، خلال افتتاح أشغال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدولة العربية على مستوى القمة في دورته العادية ال31، بمركز المؤتمرات عبد اللطيف رحال، “إن العمل التحضيري المنوط بوزراء الخارجية العرب، مهم جدا ليس بالنظر إلى حجم التحديات المطروحة إقليميا ودوليا، وإنما أيضا اعتبارا للفرص الهائلة للتعاون الهائلة والاندماج في جميع المجالات الحيوية في الاقتصاد والازدهار المشترك”.
وذكر لعمامرة، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية، ينعقد بعد انقطاع دام 3 سنوات لم تتمكن فيها الجامعة من الحفاظ على دورية اجتماعاتها جراء كورونا، وما خلفته من أثار ألقت بضلالها على جميع مناحي الحياة الدولية، إضافة إلى التعقيدات المترتبة عن الأزمة في أوكرانيا التي خلقت مثلما قال “واقعا متأزما ينذر بتداعيات كبيرة على المنظومة الدولية بما فيها المنطقة العربية”، وهذه الأوضاع الاستثنائية تفرض علينا مضاعفة الجهود كمجموعة منسجمة موحدة تستنير بمبدأ وحدة المصير، وتعمل على تثمين مقومات التكامل ونهضتها كأمة.
من هذا المنطلق، أكد لعمامرة أن الجزائر تعول في قمة “لم الشمل” على مساهمة الجميع لتحقيق انطلاقات جديدة للعمل العربي المشترك، وفق نهج يتجاوز المقاربات التقليدية ليستجيب لمتطلبات العمل الحاضر ويمكننا بصفة جماعية من رسم معالم مستقبل أفضل لشعوبنا ودولنا.
ولفت لعمامرة انتباه ممثلي الدول العربية إلى ضرورة ألا تنسيهم التطورات التي يشهدها العالم على تعقيدها وتشعب أبعادها، هموم وقضايا أمتنا العربية على رأسها القضية الفلسطينية التي تمر مثلما قال “بأصعب مراحلها في ظل تمادي المحتل في فرض سياسية الأمر الواقع”.
في هذا الإطار حيا الأشقاء الفلسطينيين على انخراطهم في مبادرة المصالحة التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بالتنسيق مع أخيه الرئيس الفلسطيني محمود ابو مازن والتي توجت بالتوقيع على إعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية بتاريخ 13 اكتوبر.
واعتبر هذا الاتفاق ” أرضية” لبناء توافق أوسع يسمح بلم شمل جميع الدول العربية وتوحيد صفوفها لحل الأزمات الحادة التي تمر بها المنطقة العربية، وجعلت منها ساحة لصراعات بين عديد القوى الأجنبية.
وعرج وزير الخارجية عن الأوضاع العصيبة التي يمر بها أشقاءنا في كل من سوريا وليبيا، وسوريا والصومال، والسودان، ولبنان، وقال ” يجب أن تستوقفنا لاستدراك ما فاتنا من جهود ومبادرات للدفع بمسارات السلم والمصالحة التي يجد ربها أن تنطلق فعلا من البيت العربي”.
وبنفس القدر، قال “نتطلع إلى التضامن مع الدول العربية التي تعاني من صعوبات ظرفية، معربا عن تعاطفه في هذا الصدد مع الأشقاء في الصومال اثر العمل الإرهابي الجبان الذي تم أمس في ذا البلد الشقيق”، مشددا على مساعدة الدول الشقيقة التي تعاني صعوبات ظرفية اقتصادية أو سياسية أو أمنية، مع إعلاء مبادئ حسن الجوار مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل الدول واحترام سيادتها واستقلالها ووحدتها الترابية.
ودعا إلى تفعيل هذه المبادئ الأساسية في إطار هيكلة علاقاتها مع دول الجوار التي تقاسمنا الانتماء إلى الحضارة الإسلامية أو جغرافيا إلى القارة الإفريقية.