النجاح المبهر الذي تبشر به قمّة نوفمبر العربية، أثار اللّواعج في نفوس بعضهم، فراحوا (يلوكون) أخبارا سقيمة لا أساس لها من الصحة، ويروّجون لأراجيف سخيفة لا يمكن أن تنطلي على أحد، مع سابق علمهم بأن حبل الكذب قصير، ورغما عن ذلك حرصوا على نشر أكذوبة مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية بالقمّة، وتولوا كبرها؛ فهم لا يهتمون بما هو من الحق أو من الباطل، وإنما يركّزون (جهودهم!!) على النّيل من النّجاح..
ولقد حاول بعض المغرضين، في مرات مختلفة، التشكيك في نزاهة الخطاب الجزائري تارة، أو اللّعب على (قراءات موهومة) تارة أخرى، غير أن ما عُرفت به الجزائر، طوال تاريخها المجيد، من إخلاص للحرية والعدالة، وسعي إلى توحيد الكلمة، وجمع الشّمل، وحرص على مصالح الشقيق والصديق، كان سدّا منيعا ضد «الخراصين» الذين يحاولون إفساد عرس العروبة بأفواههم، خاصة وأنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة خطاب حكيم، وتنظيم محكم، وعمل جادّ لا تشوبه شائبة، فأسقط في أياديهم، ولم يجدوا غير (أكذوبة مفضوحة) ليروّجوا لها، رجاء أن يحسّوا ببعض ما يشفي صدورهم (المغلولة)..
إن الجزائر التي دفعت ضريبة الدّم من أجل الحريّة، وجعلت العدل والقسطاس المستقيم أساس وجودها، وظلت على الدّوام حصنا عربيا منيعا، تذود عن المظلوم، وتقف إلى جانب المكلوم، لا يمكن أن تعتدي على حرمة انسان، ولا أن تكون مواقفها الثابتة المشرّفة، منافية لما هو في صالح الانسان، فإذا كان هناك من يزعجهم لمّ شمل العرب، ويزعجهم انكفاء الفكر الكولونيالي المقيت، وترعبهم أنوار قمّة نوفمبر المجيد، فليكونوا أكثر ذكاء على الأقل، وليصوغوا (أكاذيب في المستوى)، فالواحد قد «يكذب» فتكون مصيبة واحدة، ولكن «الكذب» مُضافا إلى الحمق.. مصائب متراكمة..