منذ الإعلان عن تنظيم القمة العربية وتحديد تاريخ الفاتح والثاني من نوفمبر لانعقادها، انخرطت الجزائر في التحضير اللوجيستي والإداري بالتنسيق مع الجسم العربي الممثل في جامعة الدول العربية التي وضعت كل الثقة في مقومات الجزائر، التي يمكن أن تكون أداة قوة لإنجاح هذا الحدث العربي الهام.
صرّح الدكتور لعروسي رابح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر لـ “الشعب”، أنّ الجامعة العربية وحرصا منها على توطيد وتدعيم الروابط العربية، ساندت الجزائر في التحضير لهذا الحدث العرب، ولوحظ ذلك من خلال الزيارات التي قامت بها من خلال ممثليها وأمينها العام إلى الجزائر، حيث التقوا رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والوفود الرسمية الجزائرية، للاطلاع عن كثب للتحضيرات لهذا الحدث الذي يتزامن والاحتفال بالذكرى 68 لاندلاع الثورة المجيدة.
وقال الأستاذ إنّ الجامعة العربية عملت منذ نشأتها على توثيق الصّلات بين الدول العربية، وتحقيق التعاون في الشؤون الاقتصادية، والقمة العربية فرصة للوقوف عند الدور الفعال لهذا الجسم في إنجاح الحدث العربي الذي وقفت من خلاله إلى جانب الجزائر ليكون في مستوى الحدث، خاصة ما تعلق بالتحضير اللوجيستي لعقد القمة في أحسن الظروف والترتيبات.الجامعة العربية من مهامها الاهتمام بشؤون البلاد العربية ومصالحها، وما قامت به من مساندة ودعم قوي لتحضيرات الجزائر للقمة العربية خير دليل على ذلك، هذا إلى جانب ثناء الأمين العام للجامعة العربية للجزائر قيادة وحكومة على مختلف التسهيلات والترتيبات التي وضعت والتجهيزات التي سهرت عليها، ليكون ضيوف الجزائر في أحسن الظروف.
الجامعة كجسم وهيئة سياسية تضم مختلف الدول العربية الأعضاء، إطار جامع يشتغل لوضع الأسس والطرق لتفعيل العمل العربي المشترك، من خلال روافده ومؤسساته التي تشتغل على المستوى السياسي والثقافي، والاقتصادي والأمني، مشيرا إلى أن الجامعة مهمتها الدفع بالعمل العربي من خلال توحيد الجهود العربية ووضع الأسس، الأطر القانونية وحتى الاتفاقيات الجماعية لتفعيل العمل العربي.
تتولى هذه الهيئة البحث في مختلف الملفات التي تتعلق بتوحيد الصفوف، حل المشاكل والأزمات داخل الجسم العربي، مشيرا إلى أن الجامعة اليوم تؤدّي دورها الفعّال في إيجاد الحلول لمشاكل الدول العربية، وملء الساحة أمام التدخل الأجنبي، فهي تقوم بمأمورية وفاعلية أداء العمل العربي المشترك.
وأفاد الدكتور أنّ الجامعة العربية يجب أن تعمل في القمة القادمة على توحيد المصطلحات والمفاهيم ليتم الوصول إلى تحقيق المصلحة المشتركة والمصير المشترك، خاصة وأنّها استطاعت أن تثبت أنها إطار جامع قوي محرك للعمل العربي المشترك، مشيرا إلى أن الإرادة موجودة بين الدول العربية، وهذا لوحظ في التوافق والإجماع الكبير حول مختلف القرارات والملفات التي يتم التداول عليها.وأكّد الأستاذ رابح لعروسي، أن القمة ستكون بادرة خير على الجامعة العربية من أجل دعم أكثر وتفعيل أكبر للعمل العربي، ليكون قوة اقتراح وقوة واحدة يمكنها أن تؤدي أدوارا على المستوى الإقليمي والدولي.
مع انطلاق قمة الجزائر، التي ستكون قمة ناجحة بامتياز، وبداية حقيقية للعمل العربي المشترك، من خلال قرارات قابلة للتطبيق ستخرج بها القمة، خاصة في الجوانب السياسية والاقتصادية، ساهمت الجامعة العربية في هذا النجاح، إذ رافقت الجزائر في التحضيرات لهذا الحدث الهام وساهمت بصفة فعالة في إنجاحها، وذالك بقيام مؤسسات الجامعة العربية، خاصة الأمانة العامة بعمل دؤوب من أجل تقريب وجهات النظر بين الدول وتحضير ملفات القمة، خاصة وأن القمة تعقد في شهر نوفمبر الذي يعوّل عليه في أن يكون موعدا للم شمل العرب، وذلك لرمزية هذا التاريخ لدى الجزائريين، وفي ضمير ووجدان الشعوب العربية.