أظهرت تدخلات ممثلي دول عربية في اجتماع القمة الذي اختتم اليوم، توافقا بشأن ضرورة العمل العربي المشترك وهذا لمجابهة التحديات والأزمات الكبيرة يواجهها العالم في الوقت الحاضر، من ارتفاع أسعار الغذاء في العالم وشح المياه بسبب التغيرات المناخية.
وفي مداخلتهم التي جاءت بعد قادة الدول العربية الحاضرين في قمة الجزائر، أكد ممثلو قادة دول أن دعم فلسطين يعد واجبا على كل العرب ما يتطلب زيادة الجهود من أجل إقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس الشريف.
وفي هذا السياق دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، الجامعة العربية إلى مساندة ليبيا سياسيا، والعمل على إيجاد حلول ملموسة في ضمان الاستقرار في بلده.
أكد محمد المنفي، في كلمته أن الاستمرار في المراحل الانتقالية لا يخدم تطلعات الشعب الليبي، لكونها تطيل عمر الأزمات وتقف حاجزا أمام ممارسة الشعب الليبي لحقه الانتخابي.
وفي السياق، أشار المتحدث إلى ضرورة رحيل كافة المرتزقة والقوات الأجنبية والإرهاب في ليبيا، مع العمى على دعم الأمن والسلام والاستقرار، مؤكدا أن المجلس الانتقالي الليبي مع هذا التوجه الدائم.
وبشأن القضية الفلسطينية، شدد المنفي على أن الجامعة العربية تحتم عليها وحدة المصير ووحدة المصلحة المشتركة، وليبيا مع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
محمد العليمي: نٱمل أن تكون قمة الجزائر قمة سلام
من جهته، تٱمل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أن تكون قمة الجزائر قمة السلام والتضامن وعودة الجامعة العربية إلى دورها ومكانتها السابقة.
وأثنى رشاد محمد العليمي، في كلمته على مجهودات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المبذولة في سبيل إنجاح القمة العربية، ولم الشمل العربي الموحد.
وشدد المتحدث على أن اليمن تلتزم بكافة القضايا العربية وأمنها القومي.
البرهان: العمل العربي التشاركي ضرورة
رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، وفي كلمته أشار إلى أن المتغيرات الدولية الكثير من الأزمات، منها الغذائية والمناخية، تستدعي العمل العربي الجماعي لتجاوزها.
ودعا البرهان، الدول العربية لدعم الخرطوم من أجل ضمان الأمن الغذائي العربي، لاسيما وأن السودان تزخر بموارد فلاحية وغذائية هامة، ينقصها الدعم من البلدان العربية لإمدادها مستقبلا بالغذاء.
وشدد المتحدث على أن السودان سيقف دائما في وجه مكافحة الإرهاب والمتاجرة بالبشر ومختلف الجرائم العابرة للحدود، في حين جدد موقفه تجاه القضية الفلسطينية، وفقا للشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية وفق حدود عام 1967.
ولي العهد الكويتي ينوه بجهود الجزائر
من جهته، شكر ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح، الحكومة الجزائرية على كرم الضيافة والإعداد الجيد لتنظيم القمة العربية التي أختتمت أشغالها أمس.
وذكر مشعل الأحمد الجابر، أن القمة انعقدت في ظل تحديات سياسية وأمنية واقتصادية متعددة، وتطورات متسارعة، ما يستدعي مزيد من التنسيق والتعاون، ووضع تصورات واضحة لتحقيق الأهداف المنشودة، تلبي طموحات البلدان والحكومات العربية.
ودعا المتحدث المجتمع الدولي لإنجاح السلام في الشرق الأوسط، وفق القوانين الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي الأخير قال الصباح إن الكويت تدعم جامعة الدول العربية في سبيل لحل النزاع في القضايا الدولية، منها الأزمة الأوكرانية، وترفض التدخلات العسكرية مهما كان نوعها.
حان الوقت للعمل العربي المشترك
ولي عهد المملكة الأردنية، الحسين بن عبد الله الثاني، لدى تدخله شدد على الوقت قد حان للعمل العربي المشترك، وهذا في ظل التحديات الراهنة، منها الأزمة الغذائية والطاقوية والأمن المائي.
وقال الحسين بن عبد الله الثاني، إن البلدان العربية تحوز على موارد وثروات كبرى، ما يتعين العمل المشترك من أجل تطوير الاستثمارات البينية.
وبشأن القضية الفلسطينية، شدد المتحدث على أنه يجب العمل على إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حدود عام 1967، وأضاف : ” نحن نعتبر القدس هي مركز وحدتنا، والدولة الهاشمية ستواصل العمل مع الأشقاء الفلسطينيين لحماية المقدسات”.
وزير خارجية السعودية يدعو تعاون عربي_عربي
بدوره، أكد وزير خارجية المملكة السعودية فيصل بن فرحان، أن الأزمات العالمية المتتالية أثرت على أمن واستقرار البلدان العربية، وأضعفت مؤشرات النمو العربي، ما يستدعي التعاون العربي المشترك، ونبذ الخلافات والانشقاقات فيما بين البلدان العربية.
وقال وزير خارجية السعودية، إن الأزمات في العالم أظهرت أهمية التكامل والتعاون الاقتصادي، والمملكة العربية السعودية تسعى إلى ذلك بالتنسيق مع البلدان العربية.
ودعا المتحدث، إلى أنه يجب إيجاد الآليات الكفيلة بواجهة التحديات العربية الراهنة، وتحقيق طموحات الشعوب العربية كافة.
ولم يختلف موقف السعودية بشأن القضية الفلسطينية عن موقف الدول العربية، حيث أبرز أن القضية الفلسطينية تبقى دائما ضمن طليعة اهتمامات المملكة، وتدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس، وفق حدود عام 1967.
ميقاتي: لبنان بحاجة إلى دعم العرب
من جهته، قال رئيس وزراء جمهورية لبنان، نجيب ميقاتي، إن بلاده تعاني اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وتحارب الأوبئة بإمكانات جد ضئيلة، وتعاني من التضخم وضعف البنى التحتية.
وأبرز نجيب ميقاتي، أن تعقيدات كثيرة يوجهها لبنان، وهي أسوأ أزمة اقتصادية يواجهها البلد، جعلت الشعب تحت خط الفقر، وهجّرت أبنائها نحو وجهات أخرى.
وتابع في هذا السياق : “لا نزال نعول على مساعدة جميع الإخوة العرب تجاه لبنان، فهو اليوم بحاجة إلى دعمهم ومساندتهم من أجل تجاوز أزماته المتزايدة، ونحن ندعو الجامعة العربية لدعم دور أكبر في هذا المجال، بما يسمح للشعب اللبناني بحياة كريمة”.
بن مبارك آل خليفة: يجب تحقيق ٱمال الشعوب العربية
أما رئيس وزراء مملكة البحرين محمد بن مبارك آل خليفة، فقد أكد أن القمة العربية تمثل منعطفا حاسماً في العمل العربي المشترك، وتحقيقا لأمال الشعوب العربية وطموحاتها.
وأثنى بن مبارك آل خليفة، على التنظيم المحكم للقمة، في حين هنأ الرئيس تبون والشعب الجزائري في عيد الجزائر بمناسبة اندلاع الثورة التحريرية”.
وقال المتحدث إن الاجتماع جاء ليؤكد أن الواقع يلزم العرب على العمل المشترك من أجل مجابهة التحديات والأزمات والظروف، إلى جانب الصراعات العسكرية وعدم الاستقرار والتدخلات الأجنبية في بعض الدول العربية.
وبشأن القضية الفلسطينية، فأشار إلى أنها ضمن أهم القضايا التي تدعمها البحرين، وهذا تدعم البحرين إقامة دولة فلسطينية، وفق القوانين والمواثيق الدولية، مثمنا في الوقت نفسه دور الجزائر في إعادة لم الشمل للإخوة الفلسطينيين، من خلال نجاح “اتفاق الجزائر” المنعقد مؤخراً بالجزائر.