تجاوز الاهتمام بمخرجات أشغال القمة العربية التي افتتحت، الفاتح من نوفمبر، بالجزائر، حيزه العربي جراء الظروف العالمية التي فرضت واقعا جديدا واستثنائيا يستهدف تشكيل تكتلات إقليمية ودولية تساير التغيرات الجديدة الحاصلة في الخارطة السياسية والاقتصادية العالمية.
مخرجات القمة العربية بالجزائر، أضحت محل اهتمام عديد الهيئات والدول، بعد أن فرضت أزمات عالمية، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، التي كانت لها آثارا ملموسة، وبدرجات متفتوتة على اقتصاديات دول عربية، الزامية البحث عن الاستراتيجيات للابتعاد عن التبعية الغذائية، إضافة إلى مجابهة الارتفاع الفاحش في أسعار الغذاء عالميا.
ولا يعتبر هذا التحدي الوحيد الذي ترغب عديد القوى في تجاوزه، لأن أزمات أمنية في دول عربية وحتى أوروبية جعلت البعض منها يبحث عن حلول توافقية، بغرض استحداث تكتلات دولية بعيدة بعض الشيء عن التكتلات الكلاسيكية التي أبانت عن محدوديتها في تجاوز ٱثار الٱزمة الأوكرانية وٱزمات أخرى.
وما يترجم ذلك، رغبة العرب المجتمعين بالجزائر في تأسيس تكتل اقتصادي عربي يكون سندا قويا لكل الدول العربية، ويمكن دولا منضوية في الجامعة العربية من تجاوز أزماتها المالية دون اللجوء إلى دول أخرى خارج هذا التكتل لتفادي الوقوع في فخ تبعات المديونية.
بوتين يوجه رسالة للقادة العرب
ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إلى المشاركين في قمة الجامعة العربية التي تحتضنها الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر.
وأكد بوتين في رسالته إلى قمة الجزائر، أهمية الدور الذي تلعبه دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الساحة الدولية، حسب وكالة نوفوستي الروسية.
وقال بوتين في رسالته إن: “العالم يشهد تغيرات سياسية واقتصادية هامة”، مشيرا إلى أن “عملية تشكيل نظام متعدد الأقطاب في العلاقات الدولية، يقوم على مبادئ المساواة والعدالة واحترام المصالح المشروعة لكل الدول، تعرف زخما كبيرا”.
مشاركة نوعية وهامة..
ولأن القمة العربية المنعقدة بالجزائر تستهدف لم الشمل العربي، شهدت حضورا مهما ونوعيا لقادة الدول العربية ملوكا، أمراء ورؤساء، إلى جانب كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد ابو الغيظ، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،حسين إبراهيم طه، الذين ناقشوا عديد الملفات المهمة التي يتطلع كل العرب إلى حلها، وعرف الاجتماع مشاركة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الرئيس التونسي، قيس سعيد وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.
وحضر القمة كذلك، رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، رئيس دولة جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، رئيس جمهورية القمر المتحدة عثماني غزالي وورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.
ولم يتخلف كل من رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد علي العليمي، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، أيضا عن المشاركة في قمة الجزائر.
كما شارك ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وممثل سلطنة عمان أسعد بن طارق آل سعيد نائب الوزراء للشؤون والعلاقات والتعاون الدولي، والممثل الخاص لملك البحرين محمد بن مبارك آل خليفة، ورئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إضافة إلى كل من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، وولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ممثلا للملك المغربي.
ولم يقتصر الحضور في القمة العربية على القادة العرب فحسب، بل عرف مشاركة ضيوف شرف من الوزن الثقيل، يتقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الرئيس الحالي لحركة عدم الإنحياز، رئيس أذربيجان الهام علييف، وكذا الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، رئيس جمهورية السنيغال ماكي سال.
علامة فارقة لتعديل المسار
وستعرف قمة الجزائر طرح “إعلان الجزائر” كوثيقة تلخص جميع الملفات والقرارات التي خرجت بها الجلسات التحضيرية للدورة الـ31 لمجلس الدول العربية بالجزائر ولتكون علامة فارقة لتعديل المسار.
وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قد عبر عن تطلع الجميع لأن تكون القمة الـ31 بالجزائر علامة فارقة في تنشيط العمل العربي المشترك، في حين نوه بجهود الجزائر من أجل أن تكون القمة العربية حدثا استثنائيا يضع خطة ويرسم طريقا للعمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة.
وأكد أن الظرف الحالي يقتضي من الجميع عملا جادا من أجل تعزيز الصمود الفلسطيني على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، مبرزا أن توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بالجزائر مؤخرا يمثل خطوة على الطريق الصحيح.