قال مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف، رياض الصيداوي، إن القمة العربية بالجزائر كانت “ناجحة تماما”، وأكد أن هذا الموعد سمح بعودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة من خلال التأكيد على طابعها المحوري بعد سنوات من التهميش.
أوضح الصيداوي في تصريح لـ “واج” أنه “تم التطرق إلى القضية الفلسطينية مرارا في خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون” في الكلمة التي ألقاها أمام المشاركين في القمة العربية الـ31، واصفا الجزائر بـ”محرك” الجامعة العربية فيما يتعلق بدعم فلسطين.
وفي السياق نفسه، أشاد الخبير التونسي بدعوة رئيس الجمهورية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأشار يقول “ما يستفاد من خطاب الرئيس عبد المجيد تبون والذي تم تناوله في إعلان الجزائر المتوج لأشغال القمة العربية هو دعم ترشيح فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة” .
وبخصوص فلسطين دائما، لم يتوان مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية عن التذكير بالدور الذي لعبته الجزائر في توحيد الفصائل الفلسطينية من خلال التوقيع على “إعلان الجزائر” في 13 أكتوبر الماضي واصفا هذا الاتفاق التاريخي بـ “المعجزة الفلسطينية” على التراب الجزائري.
وأضاف قائلا:”الفصائل الفلسطينية استلهمت من الثورة التحريرية الجزائرية التي نجحت في تحقيق نتيجة ثورية بقيادة تنظيم واحد هو جبهة التحرير الوطني الممثل الوحيد للشعب الجزائري خلال الثورة”.
وأوضح الخبير الذي أكد أن قمة الجزائر كانت “تاريخية” على أكثر من صعيد أن هذا الاجتماع كان “في صالح البلدان العربية” بما أنه دعا إلى إعطاء الأولوية لـ “مصالح” هذه البلدان بعيدا عن كل التصدعات وهي رغبة تجلت في خطاب الرئيس تبون.
وفي هذا الإطار، أشاد الصيداوي بقرارات قمة الجزائر، خاصة ما تعلق منها بحل الأزمات في العديد من البلدان العربية ونبذ التدخل الأجنبي.
من جهة أخرى، أوضح المتدخل أن هذه القرارات تعكس قيم الدبلوماسية الجزائرية مثلما هو الحال بالنسبة لليبيا حيث تدعو إلى إيجاد “حل بين الليبيين” لإخراج هذا البلد من المأزق والمضي قدما نحو انتخابات عامة، مضيفا أن قمة الجزائر استلهمت من “قيم الفاتح نوفمبر 1954”.
وأكد الخبير أن “الجزائر كانت لديها فكرة ذكية للغاية تمثلت في دعوة المجتمع المدني العربي إلى منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك الذي انعقد شهر سبتمبر الماضي بوهران.