أكد الخبير الاقتصادي محمد حميدوش، أن الدورة 31 من القمة العربية المنعقدة في الجزائر، نجحت في وضع الحجر الأساس لبناء السوق العربية المشتركة، والتوجه نحو اتحاد عربي مشترك وتطوير التبادل التجاري بين الدول العربية، ما من شأنه أن يساهم في تحقيق التكامل العربي الاقتصادي وفق رؤية شاملة موحدة وضمان مستقبل اقتصادي عربي واعد.
قال الخبير الاقتصادي في تصريح لـ»الشعب»، إن المخرجات الاقتصادية للقمة العربية كانت في مستوى التطلعات، خاصة ما تعلق بإقامة اتحاد جمركي عربي الذي يعد حسبه نقطة انطلاق لتجسيد مشروع العمل العربي الاقتصادي المشترك وبداية التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية، مبرزا أهمية النتائج التي توج بها اجتماع القادة العرب في الشأن الاقتصادي والمالي.
وأضاف حميدوش أن القادة العرب في اجتماع القمة وفقوا إلى حد كبير في تحقيق توافق مشترك في الشأن الاقتصادي وإيجاد آليات حقيقية واعتماد خيارات إستراتيجية مشتركة من خلال مناقشة دقيقة ومعمقة لملفات اقتصادية هامة على غرار تقييم مسار منطقة التبادل الحرّ، والاتحاد الجمركي العربي، معتبرا أنها نتائج إيجابية تسمح ببناء كتلة عربية اقتصادية والتفاوض على مصلحة واحدة تخدم جميع الدول العربية.
وأوضح محدثنا أن تجسيد بعض القرارات الاقتصادية الهامة التي خرج بها مؤتمر القمة العربية، قد يستغرق وقتا طويلا ويتطلب جهدا كبيرا وعملا مستمرا من قبل الدول العربية على الأمد الطويل من أجل بلوغ الأهداف الإستراتيجية والتوصل إلى تحقيق تكامل اقتصادي عربي متين وتطوير آليات التعاون من أجل الحفاظ على المصالح المشتركة ومواجهة جميع التحديات المطروحة .
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن نجاح الرؤساء العرب خلال اجتماع القمة في اعتماد رؤية اقتصادية موحدة، سيساهم في ضمان مستقبل اقتصادي واعد للدول العربية، مؤكدا أن الدورات القادمة للقمم العربية ستكون تكملة لما تحقق في قمة الجزائر التي خرجت ببرنامج اقتصادي عربي سيتم اعتماده لسنوات لاحقة، نظرا للقرارات الإستراتيجية التي توجت بها بخصوص الشأن الاقتصادي.
وبخصوص أزمة الأمن الغذائي والطاقوي في المنطقة العربية، قال محدثنا إنه تم التوصل الى قرارات هامة في أشغال القمة، والتي تهدف لتحقيق أمن غذائي مشترك وضمان مستقبل عربي واعد من خلال الخروج بآلية موحدة ووضع تصورات للوصول إلى خيارات إستراتيجية تصب في صالح الدول العربية، وتمكنهم من مواجهة أزمة الغذاء والماء التي فرضتها التحديات الراهنة والتحولات الدولية.
وتابع الخبير الاقتصادي في السياق ذاته، قائلا إن مؤتمر القمة العربية تكلل بمخرجات جادة لإيجاد حلول لهذه الأزمات الظرفية التي فرضتها الأوضاع الجيوسياسية الراهنة والتي تعتبر من الأولويات، مضيفا أن توحيد الجهود بين الدول العربية وتجسيد التكامل الاقتصادي الحقيقي، يعد السبيل الوحيد للنجاح في مواجهة التحديات الراهنة والتمكن من تحقيق الأمن الغذائي والمائي والطاقوي في المنطقة العربية.