يعتبر مركب الشركة الجزائرية-القطرية للصلب المتواجد بالمنطقة الصناعية بلارة ببلدية الميلية في ولاية جيجل، ثمرة شراكة اقتصادية عربية ناجحة في ميدان تصنيع الحديد.
كشف نائب المدير العام للشركة، سفيان شايب ستي، في تصريح لوأج أن إطلاق رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رفقة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الفاتح نوفمبر الجاري، مشروع توسعة هذا المركب على هامش انعقاد الدورة الـ31 لقمة الجامعة العربية، يعد “لبنة هامة في استكمال مسار نجاح الشركة بصفة خاصة، والشراكة العربية-العربية بصفة عامة”.
وأبرز المسؤول ذاته أن “مشروع التوسعة الذي تم إعطاء إشارة انطلاقه سيكون من خلال دخول الشركة مرحلة دراسة الجدوى وتحديد أهم احتياجات السوق المحلية والمتوسطية وحتى العالمية ودراسة كل التفاصيل من حيث نوعية المنتجات التي تتطلبها هذه الأسواق على وجه الخصوص”.
وأضاف شايب ستي أن هذه الدراسة “التقنو-اقتصادية” ستسمح للمركب الذي يتربع على مساحة 216 هكتارا بتنويع منتجاته وتغطية احتياجات السوق المحلية بالمواد الحديدية للتقليل من الواردات، فضلا عن توفير منتجات تحتاجها الأسواق الدولية ومن ثمة تنويع وتوسيع دائرة الصادرات خارج المحروقات.
وأفاد المصدر أنه “بعد تمكن المركب من تحقيق الأهداف المسطرة منذ 2017 تاريخ دخوله مرحلة الإنتاج- من خلال توفير حديد التسليح بكل المقاسات وكذا اللفائف والأسلاك الحديدية، يتجه الآن نحو إضافة منتجات متنوعة، منها الأنابيب والمسطحات الحديدية وخطوط السكة الحديدية ومنتجات أخرى ستحددها دراسة الجدوى التي ستكون جاهزة نهاية السداسي الثاني من العام القادم 2023”.
وأردف قائلا أن توسعة المركب “سيكون لها أثر إيجابي كبير جدا على المستوى الوطني من خلال توفير ما تحتاجه السوق من مواد متعلقة بالحديد، فضلا عن استقطاب اليد العاملة محليا”، متوقعا أن يرتفع عدد مناصب الشغل المباشرة التي يوفرها المركب من 2400 عامل إلى أربعة آلاف (4000) عامل، ناهيك عن مناصب العمل غير المباشرة التي ستكون بالآلاف.
وأشار نائب المدير العام للشركة إلى أن المركب الذي يشتغل بتسع (09) وحدات إنتاج، حقق إلى غاية نهاية أكتوبر المنقضي إنتاجا يقدر بنحو 1.1 مليون طن من المنتجات للشركة الحديدية، على أن يصل نهاية السنة الجارية حدود 1.3 مليون طن يوجه نحو 80 بالمائة منه للسوق المحلية و20 بالمائة نحو التصدير لعديد الدول بأوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا بقيمة مالية تعادل 150 مليون دولار، على أن يصل الإنتاج حدود 4 مليون طن بعد دخول المرحلة الثانية حيز الخدمة.
وتقوم السلطات الولائية حاليا بالعمل على استكمال تهيئة المنطقة الصناعية بأكملها و التي تتربع على مساحة 523 هكتارا لاستقطاب مشاريع استثمارية بحجم وفعالية الشركة الجزائرية-القطرية للصلب لإعطاء إضافة اقتصادية للولاية.
من جانبه، أبرز مدير الصناعة لولاية جيجل، محمد الأمين بوشمال، أنه توجد بالمنطقة الصناعية ببلارة 233 حصة مخصصة للاستثمار تم منح 110 حصصا وتبقى 123 حصة متاحة للمستثمرين، مضيفا أنه من شأنها تجسيد مختلف الاستثمارات وإعطاء دفع اقتصادي محوري للولاية سواء من خلال توفير مناصب الشغل أو استحداث الثروة محليا ووطنيا.
بدوره، أكد شمس الدين شتوان، رئيس مصلحة بمديرية التعمير و الهندسة المعمارية و البناء بالولاية، أن مصالح المديرية تعمل على قدم وساق لاستكمال أشغال تهيئة المنطقة الصناعية والتي بلغت نسبة متقدمة وصلت حدود 90 بالمائة.
وأشار ذات المسؤول إلى أنه تم تخصيص غلاف مالي يقدر بثلاثة (3) مليار دج لتهيئة المنطقة الصناعية وتوفير كل الظروف لتجسيد مختلف المشاريع الاستثمارية التي ينتظر تسليمها قريبا.