ليس غريبا، أن يتم الدفع بالتعاون الاقتصادي بين الجزائر وقطر إلى أعلى المستويات والوصول به إلى أقصى الطموحات المشتركة، وهذا نتاج العلاقات المتينة التي تربط الدولتين، وعلى مختلف الأصعدة، إذ تعود هذه العلاقات الى الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين إلى عقود خلت، ما يدلّ على عمق العلاقة الوطيدة التي تجمع البلدين.
تشهد العلاقات الاقتصادية انتعاشا غير مسبوق، خاصة بعد أن تعززت الاستثمارات القطرية في الجزائر منذ أيام قليلة، بدخول مشروع بلارة للحديد في مرحلته الثانية، وإعطاء الضوء الأخضر لبناء مستشفى ثنائي، بعد توقيع اتفاقية تعاون وشراكة لبناء مستشفى جزائري – قطري، حيث سيقام في مدينة سيدي عبد الله بولاية الجزائر العاصمة، على مساحة قدرها 100 ألف متر مربع.
اتفق الطرفان الجزائري والقطري، الأسبوع الماضي، على ضخ المزيد من الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وذلك بإشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الجزائر، على إطلاق المستشفى الجزائري ـ القطري ـ الألماني، وعلى افتتاح مصنع للحديد والصلب للشركة الجزائرية القطرية للصلب.
وبالعودة إلى حجم الاستثمارات القطرية بالجزائر، فالدوحة تستحوذ على نسبة قدرها 74.31% من الاستثمارات الأجنبية بالجزائر، بحسب تصريح وزير التجارة والصناعة القطري علي بن أحمد الكواري، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2020، نحو 36.13 مليون دولار.
وقد كلل التعاون الاقتصادي بين البلدين، بإطلاق مجلس الأعمال القطري ـ الجزائري المشترك سنة 2021، لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث عقدت الدورة الثانية للمجلس خلال سبتمبر الماضي بالجزائر العاصمة، وقد أكَّدَ اجتماع الدورة الثانية لمجلس الأعمال القطري ـ الجزائري على ضرورة العمل على تعزيز الشراكة بين شركات البلدَين في المجالات الإستراتيجية ومضاعفة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين الجزائر وقطر.
وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية، “قنا”، عقب زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للجزائر مؤخرا، أكد الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين ورئيس مجلس الأعمال القطري – الجزائري، عن الجانب القطري، أن العلاقات الاقتصادية القطرية – الجزائرية تشهد تقدما ملحوظا بما يفتح آفاقا لفرص وشراكات اقتصادية واعدة بين البلدين الشقيقين.
169 شركة قطرية – جزائرية
وأشارت وكالة أنباء قطر إلى وجود نحو 169 شركة قطرية – جزائرية مشتركة تعمل في السوق القطري، ومن المرجح أن يتضاعف هذا العدد خلال الفترة المقبلة، خصوصا مع توفر العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية، لاسيما الصناعات الصغيرة والمتوسطة.