ليس من انتصار يتحقق للجزائر، إلا ويكون (موجعا) لبعضهم، ممّن تعوّدوا على صناعة البهتان، فيحرك حبّات (الفهامة) في رؤوسهم، و(يلهمهم) من المضحكات ما يجعل الواحد من الناس يبسمل ويحوقل أسفا على ما يصيب (القوم) من جزع..
ولقد وقفنا، مرّة أخرى، على مشهد كوميدي صاغه (واحد من الموجوعين)، أمس الأول، أمام الهيئة الأممية بجنيف، حين استمع إلى الخطاب الجزائري، فخفق ما بين جنبيه جزعا، وراعه المنجز الذي تحقّق بأيدٍ جزائرية، فراح يصرخ ويعول، ويبحث عن أيّ شيء ينال به من حصافة الخطاب وانسجامه، ولم يجد غير (التشعلق) بـ(فقدان الزيت) على أساس أنّه نقص فادح في مادة حقوق الانسان، مع أنه هو نفسه، يفتقد إلى «الكرامة الانسانية»، حين يضطر إلى الرّكوع لغير الله..
على كلّ حال، نعترف أن «الزيت»، بما هو مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الانسان!!، قد نقص في وقت مضى بالسوق الجزائرية، والعالم أجمع يعلم أن ذلك النقص إنما تسبّب فيه بعض المضاربين غير الشّرعيين، وهؤلاء وقعوا تحت طائلة القانون، فعادت السوق إلى طبيعتها، وقضي الأمر، غير أن (الموجوع) إياه، لم يجد بهتانا ليصوغه يتجاوز نقص «الزيت»، كي يعود إلى (مخزنه) وقد أدى ما عليه..
وليس يهمّنا كثيرا وجع الموجوعين، كان الله في عونهم على نفوسهم، فالجزائر تمضي قدما إلى المستقبل، ولا يضيرها البهتان المبين؛ لأن انتصارها الأكبر هو مبادئها الراسخة التي أسّس لها نوفمبر المجيد.. انتصارها الأكبر هو احترام الانسان، والدفاع عن حرّيته وكرامته، ونحن هنا نتساءل فقط، إن كان ما ارتجف بين جنبيّ المخلوق إياه «قلب» فعلا، فالظاهر أنّه (مقلوع قلب)، والجزائريون يتّفقون أن (مڤلُوعْ القلب، يمُوت سْمِين)؛ ولهذا يأتي بـ(البهتان)، ويعود إلى مخزنه مسرورا..