استعرض رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، عبد الرحمان حمزاوي، دور الجلسات الوطنية للمجتمع المدني التي انطلقت اليوم، في بلورة تصورات ومواكبة تحديات بناء الجزائر الجديدة من خلال ترقية أداءه ودوره انطلاقا من رؤية استشرافية تبنتها السلطات العليا في البلاد.
في كلمة افتتاحية لأشغال الجلسات الوطنية الأولى للمجتمع المدني، اليوم الثلاثاء، بقصر الأمم بنادي الصنوبر، المنعقدة تحت شعار “المجتمع المدني ركيزة في بناء الجزائر الجديدة”، قال عبد الرحمان حمزاوي، إن هذه الفعاليات فرصة ثمينة لطرح انشغالات الحركة الجمعوية وفعاليات المجتمع المدني وتدارس التحديات والعوائق التي تحد من فعاليتها في النشاط وأداء أدوارها بكفاءة وسانحة لاقتراح الحلول ووضع التصورات والمرافعة لتجسيدها على أرض الميدان.
وأشار حمزاوي إلى أن هذه الجلسات التي أشرف على افتتاحها الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان وتجري على مدار يومين، تحظى برعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون “وإن تفضله وتكرمه بهذه الرعاية لدليل على كبير الاهتمام الذي يوليه للمجتمع المدني ودوره في الحياة العامة، والذي خصه بالاعتبار في برنامجه وتعهداته الأربع والخمسين وجسده بعد ذلك في الدستور، ولم يفتأ في كل مناسبة وفرصة يؤكد على ضرورة تبوئه المكانة المناسبة له في حركية المجتمع ومرافقة السلطات في تسيير الشأن العام.”
ولدى تطرقه إلى دور المجتمع المدني، تحدث حمزاوي عن اسهام المجتمع المدني بمختلف مكونات في “تجسيد مطالب الشعب الجزائري في حراكه المبارك من خلال دعم المسار الدستوري الآمن، في ظل الوحدة الوطنية وتلاحم شعبي مع جيشه الوطني، مجنبا البلاد عدم الاستقرار وضامنا لتحقيق الانتقال الديمقراطي في ظل الإرادة الشعبية.”
وأبرز المتحدث دعم المجتمع المدني مسار الإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية للانتقال بالبلاد إلى آفاق جديدة باعثة على الأمل في مستقبل أفضل، وفية لرسالة الشهداء، محققة لآمال وطموحات المواطنين في بناء جزائر جديدة. وأشار رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، إلى الجهود التي بذلتها الجمعيات في مختلف المحطات المهمة للبلاد، لاسيما المبادرات التضامنية والتحسيسية خلال الأزمة الصحية التي عاشتها الجزائر، والمشاريع الناجحة والإبداعية المستمرة في مختلف مجالات التنمية.
وأضاف:” وهذا رغم نقص الإمكانيات والصعوبات الميدانية التي تواجه الجمعيات خصوصا ما يتعلق بنقص المقرات وفضاءات النشاط والتمويل، زد على ذلك بعض الممارسات السلبية من إقصاء وتهميش وعدم إشراك في إدارة الشأن العام، فالبعض لم يستوعب بعد دور المجتمع المدني ومكانته ضمن رؤية رئيس الجمهورية.”
وتابع قائلا:” لا ريب أن التمكين للمجتمع المدني وتفعيل دوره وترقية مكانته كحليف استراتيجي في استقامة الدولة وأخلقة الحياة العامة، ينبع من رؤية سديدة وثاقبة وإستشرافية نحو جزائر جديدة مزدهرة وعصرية، في ظل حكم راشد وديمقراطية حقيقية، وتنمية مستدامة، تضع المواطن في صلب اهتمامها باعتباره شريكا في اتخاذ القرار وصنع السياسات العمومية التي تعنيه وتستهدفه”.
وواصل كلمته:” إن الجزائر الجديدة التي استكملت بناء مؤسساتها الدستورية تمضي قدما بثبات نحو الأفضل بمجتمعها المدني الذي حظي بتأسيس هيئة جديدة أسسها دستور نوفمبر 2020 لأول مرة في تاريخ الجزائر، وهي المرصد الوطني للمجتمع المدني، هيئة استشارية لدى رئاسة الجمهورية زودت بمهام وصلاحيات جد واسعة ومهمة من شأنها أن تجعل من المجتمع المدني ركيزة أساسية في بناء الجزائر الجديدة.”
من جانب آخر ، أشاد المصدر بالنجاح الباهر للقمة العربية الواحدة والثلاثين وما أسفر عنه إلتئامها على أرض الشهداء ” هذه القمة وما سبقها من نجاحات للدبلوماسية الجزائرية بوأ بلادنا مكانتها المستحقة وجعل منها قاطرة للعمل العربي المشترك ولم شمل العرب على أرض الجزائر الطاهرة.
وهو ما يؤكد عودة بلادنا إلى لعب دورها المحوري وتصدرها المحافل الدولية والإقليمية باقتدار وثبات.”
ولم يغب المجتمع المدني، يضيف حمزاوي، عن المساهمة في هذا المسار، فقد دفعت الجزائر بالبعد الشعبي في العمل العربي المشترك من خلال مخرجات القمة العربية المتمثلة في إعلان الجزائر. وسبق ذلك المبادرة بلقاء فواعل من المجتمع المدني من الدول العربية وجمعهم على مناقشة عدة مواضيع تخص تحديات ورهانات العالم العربي في ظل التحولات الدولية وخروجهم بتوصيات جد هامة، خلال منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك الذي احتضنته مدينة وهران شهر سبتمبر الماضي.