دعا مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، فعاليات المجتمع المدني إلى العودة لذاكرة الجزائر “الفريدة من نوعها لاستيعاب التحديات الراهنة ومواجهتها”، وأشار إلى أن الحركة الجمعوية مطالبة بالعمل الجماعي وتكوين رصيد متعدد الجوانب والاختصاصات.
في كلمة أثناء أشغال اليوم الثاني من الجلسات الوطنية للمجتمع المدني، التي اختتمت، أمس الأربعاء، بقصر الأمم، تناول عبد المجيد شيخي موضوع المجتمع المدني من زاوية الثابت والمتغير، مثلما قال، ويقصد بالمتغير التحولات الكبيرة بحسبه – والتي لابد من التصدي لها من قبل فعاليات المجتمع المدني كما واجه تحديات متجددة في فترات سابقة.
وأكد شيخي، أن استحداث المجلس الأعلى للشباب من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، جاء إيمانا منه بأن روح الجزائر في شبابها، والأمر ذاته – يقول – بالنسبة لاستحداث مرصد وطني للمجتمع المدني، هي مؤسسات لها دلالات توحي بوجود تصور متكامل “فضاء لتبادل الأفكار ورسم استراتجيات، لذلك استحدث هذا المرصد عن دراية بالواقع”.
ويصف شيخي، في كلمته، مسألة الذاكرة بـ “الثابت”، مثيرا تساؤلات حول كيفية توريث ذاكرة الجزائر إلى المجتمع على حقيقتها، ويقول في هذا الجانب: «المرصد بهذه الجمعيات التي تنشط على الساحة، مع اختلافها، هي فرصة لإيجاد قواسم مشتركة توصل المجتمع إلى التكامل بين الاختصاصات والأفكار لنصل إلى توافق في الآراء والمناهج لبناء مجتمع جديد».
ووفق شيخي، تتمثل مشكلة المجتمع المدني في الاختصاص والتقوقع “معرفة المجتمع يقتضي معرفة القواعد التي تحكمه، ومعرفة التراكم وغربلته للوصول إلى الجوهر.. أُريد لها المجتمع أن يُشوه ويُدمر في فترة الاستعمار، وكان من الفخر أن يُفجر هذا الشعب ثورة نوفمبر لكن فعلها وذلك بتراكم القيم المغروسة فيه”.
ويواصل مستشار رئيس الجمهورية بطرح سؤال حول: كيف للمجتمع المدني أن يجعلنا نحافظ على الذاكرة، ويقول: “أول شيء، يجب معرفة الذاكرة وتركيبها وكيفية إيصالها إلى المواطن البسيط الذي سنعتمد عليه لاحقا”.
في السياق، يربط شيخي فعالية المجتمع المدني بالتواصل المستمر والاقتراحات البناءة، “الرئيس ينتظر الكثير من المجتمع المدني.. وهذا الأخير مطالب بالوصول إلى رصيد متعدد الجوانب والاختصاصات يحتاج إلى عمل جماعي ومجتمع مدني موحد”.
وأضاف في الختام: “الجزائر عينة فريدة من نوعها في كل شيء، خاصة في رصيدها التاريخي. علينا العودة إلى الماضي الذي فيه من الحكمة والعبر ما يقودنا إلى الأحسن والأفضل، وهذا ما يجب على المجتمع المدني استيعابه لمواجهة التحديات”.