سبع لوحات قدّمتها الشّقيقة قطر في حفل افتتاح المونديال، كانت كافية جدّا كي تمرّر رسائل غاية في الأهمية، عنوانها الرّئيسي: الإنسان، وغايتها ترسيخ فكرة العيش المشترك في كنف السّلام، وتغيير الصّورة النّمطيّة المغالطة التي ألصقت بالعالم العربي مجملا..
ولقد حالف التّوفيق أشقّاءنا في دولة قطر، وقدّموا عروضا مذهلة، غير مسبوقة في التاريخ، وكانت الصّورة الأروع – في رأينا – تلك التي جمعت بين مورغان فريمان والشاب القطري غانم المفتاح، وهي صورة لها أبعادها الإنسانية العميقة على جميع المستويات، لخّصها الشاب القطري بقراءة آية قرآنية عظيمة، تخاطب الإنسانية جمعاء، وتجعل من اختلاف الثقافات واللغات، وتعدّد الهويّات، دافعا للعيش المشترك لا حائلا دونه، فالمسألة – أولا وأخيرا – متعلّقة بـ «لتعارفوا»..
ولا نجامل الشيخ تميم، أمير دولة قطر، إن قلنا إنّه قدّم النّموذج الأرقى عن أصالة العربي المتمسّك بالقيم الإنسانية النبيلة، حين خاطب والده – أمام العالم – معترفا له بفضله، في صورة مثالية عن برّ الوالدين، هي مبعث فخر لكلّ إنسان، خاصة وأنّ الحضارة الجديدة، نسيت، في خضم ماديّتها، هذه القيمة، بل نسيت حتى معنى الإنسان..
ولا نغالي إن قلنا إنّ الأشقّاء في قطر، نجحوا نجاحا غير مسبوق في حفل افتتاح المونديال، لأنّهم راهنوا على القيم الإنسانية العليا، ومنحوا «الإنسان» مكانته المستحقّة، فجاء الخطاب قويّا، يتغلغل إلى القلوب بسلاسة عجيبة، تحالفه لمسات جمال متقنة بدقّة عجيبة..
«حقّ قطر أن تفخر بنجاحها الثابت في تنظيم كأس العالم، وحقّنا أن نفخر بتمثيلها الرّفيع للأشقّاء العرب، وكسبها الرّهان»..هكذا قالها الرّئيس تبون، واضحة دون لبس، ليكون المجد لـ «الإنسان»..