إستعرض باحثون في ندوة تاريخية، اليوم السبت، بمناسبة الذكرى الـ 190 لمبايعة الأمير عبد القادر، مشروع الدولة وحقوق الإنسان عند هذه الشخصية الوطنية، ومبايعته على أسس الشريعة الإسلامية وتزكية شعبية وهي قمة الديمقراطية.
في ندوة تاريخية، بعنوان “مبايعة الأمير عبد القادر الجزائري، حيثياتها ومرجعيتها القانونية”، نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر 1954 بالمناسبة، قدّم الاستاذ الدكتور ودان بوغفالة من جامعة ابن خلدون تيارت، مداخلة حول مبايعة الأمير عبد القادر وحيثياتها ومرجعيتها العقائدية والقانونية.
وركز الاستاذ في مداخلته، على مشروع الدولة وحقوق الإنسان عند الأمير عبد القادر من خلال محطات عديدة اولا محطة المبايعة الرائدة للأمير، ليس فقط في الجزائر، بل أيضا في العالم الإسلامي.
وأبرز أن الأمير عبد القادر أسس لنظام سياسي جديد قائم على المشاركة الشعبية الموسعة بحكم الأقليات والمجموعات والفئات، مثلما هو الشأن بالنسبة لباقي بلدان العالم العربي والإسلامي في تلك الفترة خاصة خلال النصف الأول من القرن 19.
وتحدث الدكتور بوغفالة أيضا عن البعد الانساني في مقاومة الأمير عبد القادر، وكيف أسس للقانون الدولي وحقوق الإنسان حتى في زمن الحرب، حيث كان يوصي بالاسرى خيرا ومنع العادة التي كانت متداولة بين المتحاربين وهي قطع الرأس، وكذا الانفتاح على الآخر والاعتراف بثقافة الآخر وحضارتها.
أول دولة تقوم على بيعة شرعية
وقال الدكتور بيتور علال، استاذ التاريخ المعاصر بجامعة الجزائر 02، أن الأمير عبد القادر رائد المقاومة الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي في شقها الغربي حتى التيطري والجنوب الشرقي، ومؤسس الدولة الجزائرية بعد سقوطها في 5 جويلية 1830، على أسس الشرعية الشعبية بحيث بايعه معظم شيوخ القبائل بأغريس بيعة شرعية بالمصافحة كبيعة الخلفاء رضي الله عنه، فقبلها واقسم على المصحف أن يقيم العدل فيهم ويطبق كتاب الله وسنة رسوله، وهذا أمر مهم جدا لأنها اول دولة معاصرة تقوم على البيعة الشرعية، أضاف بيتور.
وأوضح الأستاذ أن البيعة تمت على مرحلتين الأولى الخاصة في 27 نوفمبر 1832 تحت شجرة الدردارة بمعسكر وهي بيعة الأقارب والمشايخ ثم بيعة عامة في 4 فيفري 1833،بايعوه على السمع والطاعة،
وأشار إلى أن الهدف من البيعة هو مقاومة الإستعمار وتنظيم المجتمع الجزائري بعد سقوط النظام في 5 جويلية، أنتجت دولة بثمان محافظات ووزراء وخلفاء وعلاقات دولية وإقامة العدل في المجتمع.
وأضاف المحاضر أن الأمير رجل عالمي يحتاج إلى المزيد من الدراسة والبحث ليكون قدوة للأجيال.
وأبرز أن الأمير بويع وهو لم يتجاوز 24 سنة، وواقعه هو الذي فرض عليه ذلك في مجابهة العدو.
وبالمناسبة، كرمت زهور بوطالب ممثلة مؤسسة الأمير عبد القادر، وعائلة المرحوم المجاهد يحي بوعزيز وعدد من الباحثين بالمركز.