جاءت الرّدود القطرية – العربية، سريعة حاسمة، قويّة مقتدرة، على خطاب (التمهبيل) الأوروبي، حين رفع متابعو وقائع المونديال شعارات الحقّ الفلسطيني، لتكون خطابا جهوريا ينتصر للإنسان وحده، ويدحض افتراءات (الشّواذ) المتخفّين وراء أوهام الحضارة..
ولم يعد خافيا على أيّ كان، أن «الإنسان» هو أسّ الحضارة الأوّل، وهذا «الإنسان» لا يتميّز عن بقية المخلوقات إلا بـ»المعرفة»، وهذه «المعرفة» هي التي تمنحه «أخلاقا» سامية تتجلى في جمال بسمته، وسلامة طويّته، وعلوّ همّته، وطهر قلبه، ما يعني أن «الأخلاق» – في الأخير – هي المميّز الأصيل لمعنى الإنسان..
ولعل يكون من حقّنا التساؤل عن مفهوم «الإنسان» في (رؤوس) بعض الغربيين اليوم، فالمفترض من كلّ شخص ينتمي إلى «الإنسانية» أن يتمتع بشيء من «الحياء»، يفرض عليه – على سبيل المثال – أن يحلب في إناء القوم الذين ينزل ضيفا عليهم. غير أن (الشّواذ) الذين لا حياء لهم بالطبيعة، نزلوا ضيوفا على قطر وأرادوا أن يفرضوا على أهلها، بل يفرضوا على العالم أجمع، شذوذهم وقلّة حيائهم.. فأين «الإنسان» الذي يتحدثون باسمه يا ترى؟!
صراحة.. لقد أثلج صدورنا الرّد القطري – العربي، حين وقف وقفة صارمة، لم يخالف فيها الأعراف الإنسانية، وإنما التزم بفروض القانون وقواعده، وألقم كلّ (شاذ) حجرا، عسى يستوعب أن «الإنسان» معنى ولد بالحاضنة العربية أوّل مرّة، ويفهم أن «الحضارة» مستوى ارتفع بالحاضنة العربية أول مرّة، ولا ينسى أبدا أنّ الإنسان العربي فكرٌ يتجدّد ولا يتبدّد..
مونديال قطر هو الأروع في التاريخ؛ فهو الأفضل تنظيما، وهو الأرقى رؤية وفكرا، وهو الأعلى إثارة وتشويقا، وفوق كلّ هذا، هو أقوى خطاب ينتصر للإنسان.. أمّا «الشّاذ»، فقد اتفق البشر على أنّه (لا يُقاس عليه)، ومن (حقّه) أن يحترق غيرة وحسدا..