استعاد ملعب كاسطور لألعاب القوى والذي كان الوحيد من نوعه المتاح لوهران قبل تشييد المركب الرياضي الجديد ميلود هدفي، رونقه بعد سنوات من الإهمال.
سمح النسخة السابقة من ألعاب البحر الأبيض المتوسط هذا الحدث الرياضي الجهوي، الذي نظمته الجزائر للمرة الثانية في تاريخها بعد استضافتها النسخة السابعة في الجزائر العاصمة عام 1975، لملعب كاسطور الواقع بمندوبية المقري (وهران) بالاستفادة من أشغال إعادة تهيئة هامة بعدما تم تعيينه لاستضافة تدريبات الرياضيين المشاركين في مسابقات ألعاب القوى برسم الموعد المتوسطي.
وصرح مدير الملعب، نور الدين عبايدية، وهوعداء دولي سابق في اختصاص الماراطون، لوأج، في هذا الصدد : “العديد من الرياضيين من دول مختلفة أجروا تدريباتهم بهذا الملعب خلال الألعاب المتوسطية. لقد أعربوا جميعا عن إعجابهم بمختلف المرافق التي استفادت منها هذه المنشأة الرياضية بفضل أشغال إعادة التهيئة والعصرنة التي خضعت لها والتي مست كامل معداتها وفي مقدمتها مضمار ألعاب القوى الذي أعيد تجديده بالكامل”.
ومنذ نهاية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط?، أضحى ملعب كاسطور قبلة لهواة الرياضة سواء كانوا منخرطين في الأندية أوهواة، حيث تحول إلى منشأتهم المفضلة في المدينة وذلك باختلاف تخصصاتهم وأعمارهم، وخاصة عشاق الركض الذين وجدوا راحتهم بعين المكان.
ويقصد الملعب شرائح مختلفة من المجتمع ومن مختلف الأعمار إلى درجة أن استغلاله أضحى دائما، وفي أوقات مختلفة لأن الكثير من قاصديه يعتبرون المنشأة متنفسهم الوحيد لإجراء تدريباتهم، أوحتى الاكتفاء بالمشي على أروقة مضماره الجديد بالنسبة لكبار السن حفاظا على صحتهم.
كما سمح تجديد شبكة الإنارة باستخدام هذا الهيكل الرياضي ليلا، خاصةً خلال فصل الشتاء، وهي فرصة للممارسين لإجراء تدريباتهم بعد يوم كامل من العمل، وفي ذلك تأثير إيجابي على الجانب النفسي، يلاحظ مدير الملعب، مؤكدا أنه والعاملين بالملعب ”مجندون في كل وقت لفتح أبواب الملعب أمام الراغبين في إجراء تدريباتهم، لأن الغاية من إعادة الاعتبار إلى هذا المرفق الرياضي هي تشجيع الممارسة الرياضية الجماهيرية”.
كما أضحى هذا الهيكل المكان المفضل للعنصر النسوي لإجراء التدريبات ”لما يوفره من أمن وسكينة”، حسب السيد عبايدية الذي وضع أيضا تحت تصرف النساء القاصدات للمرفق قاعتين لممارسة رياضة ”الزومبا” المفضلة لدى الكثير منهن للحفاظ على رشاقتهن.
تجهيز ميدان الملعب قريبا تحسبا للبطولة الإفريقية للمحليين
وشجعت أشغال تجديد هذا الموقع الرياضي مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على اقتراحه كموقع لتدريبات المنتخبات التي ستتنافس بوهران خلال بطولة أمم إفريقيا المقبلة للاعبين المحليين المقررة بالجزائر من 13 يناير إلى 4 فبراير 2023 على مستوى أربع مدن ومنها ”الباهية”.
وأوضح مدير الملعب بأن مندوبي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عاينوا المنشأة منذ بضعة أسابيع وأعجبوا بها كثيرا، كما وافقوا على استغلال ميدان الملعب لإجراء تدريبات المنتخبات الضيفة، وهو ما دفع بالسلطات المحلية لمباشرة أشغال إعادة تهيئة العشب الطبيعي.
وتم تمويل هذه العملية من ميزانية الولاية، حيث خصص لها غلاف مالي بأكثر من 25 مليون دج، حسب المدير الولائي للشباب والرياضة، ياسين سيافي، باعتبار أن هيئته هي المشرفة على المشروع.
وحرصت المديرية المعنية على تدوين شرط في العقد المبرم مع الشركة المنجزة على ضرورة صيانة العشب لمدة 25 شهرا، كضمان لنجاح العملية الأولى من نوعها التي يخضع لها ميدان الملعب منذ عدة سنوات، كما أشار إليه ذات المسؤول.
ويعد ملعب كاسطور أحد المرافق الرياضية القليلة في هذه المدينة التي تحتوي على ميدان من العشب الطبيعي. بالإضافة إلى هذا المرفق، برمج القائمون على تنظيم البطولة الإفريقية ملعب ألعاب القوى التابع للمركب الرياضي الجديد لوهران ميلود هدفي لاحتضان تدريبات المنتخبات التي ستقيم بالمدينة خلال البطولة القارية.
وسيعود تجديد العشب الطبيعي لميدان ملعب كاسطور بالفائدة أيضا على أندية كرة القدم المحلية، لكن رئيس الرابطة الوهرانية لألعاب القوى، إبراهيم عمور، يخشى أن يكون لاستخدام المرفق من طرف فرق كرة القدم تأثير سلبي عليه، حيث سيكون الأخير محل ضغط كبير مما قد يؤثر على أرضية الميدان ومختلف التجهيزات.
وتنم هذه المخاوف، وفق ذات المسؤول، عن تجارب سابقة بهذا الملعب عندما كان مفتوحا لتدريبات لاعبي كرة القدم، مما تسبب في تدهور أرضية ميدانه، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالملعب الوحيد المتاح حاليا لرياضيي ألعاب القوى بوهران.
يذكر أن وهران تستضيف خلال البطولة الإفريقية مجموعتين تتألف كل منهما من ثلاثة منتخبات تلعب مبارياتها في الدور الأول بالملعب الذي يتسع لـ 40 ألف مقعد والتابع لمركب ميلود هدفي.
ويتعلق الأمر بالمجموعة الرابعة التي تضم أنغولا ومالي وموريتانيا، والمجموعة الخامسة المكونة من الكاميرون والنيجر والكونغو.