القنوات الناجحة على منصّات التواصل الاجتماعي، تتميّز بالمحافظة على توقيت البث، والتواصل في الزّمان، والإعداد الاحترافي للمادة التي تشتغل عليها، وهي في معظمها تصدر بإشراف فريق كامل، قد يكون محدودا عدديا، مقارنة بما تعدّ التلفزيونات الكلاسيكية، ولكن أداءه لا يختلف عنها، ويمكن أن يحقق اختراقا أفضل منها، بحكم الفسحة التي تتيحها المنصّات في التعامل مع المتابعين، ومنحهم ما يسهّل عليهم النقر على علامة الرضا، ومشاركة المادة.
ولا شك أن متتبعي قنوات التّواصل الاجتماعي يلاحظون أن مقدّمي (البرامج) أو المادة التواصلية، يعملون باحترافية عالية، ذلك أن معظمهم مكوّنين تكوينا عاليا، يوافق ما يشتغلون عليه، غير أن هؤلاء يعدّون على الأصابع، وقنواتهم وحدها هي التي تتواصل، لأن كل الذين يقدمون على تأسيس قنوات، قد يجمعون بعض الرضا، لسبب أو لآخر، ولكنهم لا يلبثون إلا قليلا، ثم تنطفئ جذوتهم، ويتحوّلون إلى (ذكريات)..
العمل الناجح هو الذي يتأسس على «تكوين» حقيقي عالي المستوى، ويكون المشرف عليه ملمّا بالنّظريات التي تؤطره، والمناهج التي تسيّره، وكل ما دون ذلك يبقى مجرّد محاولات تتيحها منصات التواصل الاجتماعي للجميع، مع سابق العلم بأن الجميع لا يمكن أن يصمدوا طويلا، مهما كانت رسائلهم (إن كان لديهم رسائل)، بل لا يصمدون حتى إن كان ما يشتغلون عليه من (لغو القول) وما يدخل في أبواب (الهذر)، فهذا ينكشف سريعا، ويتحوّل بسهولة إلى مادة مثيرة لـ(الملل)..
ليس يمكن اقتحام أي مجال عمل بمجرّد (الرّغبة) أو الإحساس بـ(المحبة)، فهذان لا يكفيان في تحقيق الأداء الاحترافي؛ لهذا نقول إن المسألة – دائما – متعلّقة بـ»الكفاءة العالية»، وليس بـ (المعريفة) الصغيرة، أو ولا بالجهوية المقيتة، و(يوتيوب) على هذا من الشاهدين..