شرع بالمتحف الجهوي المجاهد علي كافي بسكيكدة، أمس الثلاثاء، في تصوير الفيلم الوثائقي حول سيرة المجاهد المتوفي رمضان جمال (1934- 1962).
قال عادل رمرام مدير “مؤسسة رمرام فيلم ” التي أنشئت عن طريق جهاز الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية وذلك في صنف السينما المنتجة لهذا الفيلم الوثائقي، إن هذا العمل يندرج في إطار إحياء الذكرى الستين لعيدي الاستقلال والشباب.
ويهدف هذا العمل بالأساس إلى إبراز شخصية أحسن رمضان، المدعو جمال وتعريف الأجيال بهذا المجاهد المنحدر من إحدى المناطق النائية بولاية سكيكدة وأول طيار من إفريقيا ودرب زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا.
وتزامن انطلاق تصوير أول بلاطو لهذا الفيلم الوثائقي الذي رخصت له وزارة المجاهدين وذوي الحقوق مع ذكرى وفاته المصادفة لـ 6 ديسمبر 1962 حيث سيتم تسجيل أول الشهادات حول سيرة هذا المجاهد من متحف المجاهد العقيد علي كافي مع أفراد من عائلته.
ويتضمن العمل بلاطوهات أخرى بعدة ولايات بغرب ووسط البلاد لرصد أهم المناطق التي جاهد فيها رمضان جمال -حسب ما ذكره رمرام- الذي أضاف أن مدة التصوير ستدوم 25 يوميا على أن يتم عرض هذا الفيلم الوثائقي يوم 16 أفريل 2023 تزامنا مع إحياء يوم العلم.
من جهته، ذكر صالح رمضان (80 سنة) شقيق المجاهد جمال رمضان أن هذا الأخير المولود في 29 جانفي 1934 ببلدية القديس، سان شارل سابقا التي تحمل اليوم اسمه بلدية رمضان جمال (جنوب سكيكدة) أن أخيه كان منذ صغره متشبعا بالروح الوطنية وبالمبادئ والمثل والقيم الإنسانية إلى جانب تواضعه وحبه للعلم.
وأضاف أنه كان ميالا إلى العلم، حيث كان يصر منذ صغره على الدراسة ما جعله شخصا متميزا عن أترابه بل متفوقا حتى على أبناء المعمرين.
فبعد حصوله على شهادة بتفوق سنة 1948، التحق بمدرسة الطيران الحربي بروش فور (ميناء حربي بفرنسا سنة 1951) ليكون العربي الوحيد في هذه المدرسة التي كانت تضم 13.083 طيارا فرنسيا، يضيف شقيقه في شهادته.
وأضاف رمضان الذي كان هو الآخر مجاهدا في صفوف جيش التحرير الوطني أن شقيقه جمال هرب رفقة أحد الأشخاص بالطائرة إلى المغرب حيث التحق بعدها بصفوف الثورة التحريرية وكان رفقة الراحل الرئيس هواري بومدين.
وقام بتغيير اسمه من أحسن إلى جمال لتمويه الفرنسيين حتى لا يتعرفوا عليه حسب شهادة شقيقه وذلك منذ سنة 1957 إلى غاية 1962، مضيفا بأنه كان مكلفا بتدريب الجنود الجزائريين في القتال والاتصال فضلا عن تدريبه للزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا وعدد آخر من الشخصيات الإفريقية آنذاك.
وتوفي المجاهد جمال رمضان بمنزله العائلي بالجزائر العاصمة في 6 ديسمبر 1962.