تُحيي جريدة “الشعب” العريقة، في هذا اليوم المشهود، المصادف لـ 11 ديسمبر، ستينية تأسيسها الخالد، حيث كانت ومازالت وستبقى “أم الجرائد” بلا منازع وبكل فخر واعتزاز، ومهد الصحافة الجزائرية، وقلعة الرجال وحاضنة الأقلام.
«الشعب» هي عهد الأوّلين والسابقين، من المخضرمين والمؤسّسين وفرسان الإعلام الواعي والراقي، وهي أيضا التزام أجيال من اللاحقين والمبدعين الذين استلموا مشعل الوفاء، ومن الفريقين، من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
سليلة إعلام الثورة المظفّرة، وصانعة الملاحم، دائما منبر إعلامي وطني حرّ لا يبيع ذمة، ولا يُساوم على قيّم ومبادئ نوفمبر، مدافع عن الثوابت والقيّم، وفي الصفوف الأولى للذود عن الوطن وسيادته واستقلاله وأمنه واستقراره ورموزه وتاريخه وذاكرته التي لا ولن تسقط أو تموت بالتقادم.
60 عاما من العطاء..60 عاما من البقاء..60 عاما من الوفاء..60 عاما من الولاء..60 عاما من الانتماء..هي كذلك 60 عاما من الكبرياء، وهذه من صفات الكبار والمحترمين النزهاء والشرفاء..
ستينية «الشعب»، الجريدة والمؤسّسة، والمدرسة، وقلعة الإعلام الوطني الهادف والموثوق.. هي ذلك «البيت الكبير»، الذي كلّ من دخله فهو آمن، فمن هنا مرّ مخضرمون ومهندسون للنجاحات والانتصارات، وهنا «استوطن» مهنيون ومحترفون ومبدعون، وهنا استلم وتسلّم جيل بعد جيل، أمانة غالية، فصانوا الوديعة، وأسّسوا لأبجديات صحافة محترمة وقوية ومؤثرة.
«الشعب».. من 11 ديسمبر 1962، إلى 11 ديسمبر 2022.. ستينية كُتبت بأحرف من ذهب وألماس.. مسيرة مميّزة ومسار غير عادي، فكان الاستثناء والامتنان حتما مقضيا، وكانت «الشعب» عبر تاريخها المقدّس «من الشعب وإلى الشعب»، و«بالشعب وللشعب»، وهي صوت المواطن وصدى الوطن.
«الشعب»، وهي تحيي ذكرى ميلادها وتأسيسها الـ 60، المتزامنة هذه السنة مع ستينية الاستقلال الوطني، ترفع القبّعة عاليا لكلّ أبنائها السابقين والمؤسسين والأوّلين واللاحقين، ممّن جدّوا واجتهدوا وغرسوا، فجنت أجيال من الصحفيين والإعلاميين والمراسلين والموظفين، ثمار مهنة نبيلة وشريفة لا تقبل البيع والشراء.
ستينية «الشعب»، هي مجموعة رسائل، للأمل والذود عن قدسية إعلام وطني مسؤول ونزيه، لا يقبل القسمة على اثنين، ويرفض تخريب الأفكار، ويكفر بتسميم العقول بالإشاعات والدعاية المغرضة والأكاذيب والمحاولات اليائسة لتغطية شمس الحقيقة بغربال التحريف والتزييف.
..هي أيضا رسالة بكلّ اللغات، للدفاع عن جزائر الشامخات الشاهقات، والوقوف بكلّ وقار في صفّ قضاياها العادلة «ظالمة أو مظلومة»، والانتصار لسيادتها ووحدتها وأمنها واستقرارها ورموزها وذاكرتها وثورتها الخالدة.
هكذا هي «أمّ الجرائد» في ستينيتها، تتجدّد ولا تتبدّد أبدا..تتكيّف مع المتغيّرات التي فرضتها التكنولوجيا وطوارئ «السوشل ميديا»، على وسائل الإعلام والاتصال في كلّ العالم..تبتكر منافذ التجديد ومخارج الاستمرار بالإبداع والاختراع المهني والاحترافي لأبنائها وبناتها ممّن يتكاتفون ويتآزرون ويتضامنون حفاظا على «رمز» يستحقّ كل التقدير والعرفان والإكبار.
برؤية التغيير والإصلاحات والتطوير، التي هندس أصولها وفصولها، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لبناء جزائر جديدة، تسير «الشعب» وتساير التطوّرات، من أجل مواكبة ما ينفع البلاد والعباد، ويشرّف صحافتنا العريقة، ويردّ الاعتبار للإعلام العمومي، ويكفل حقّ المواطن في معلومة صادقة وذات مصداقية، ويُكرّس حرية التعبير المضمونة في دستور نوفمبر.
من الورقي إلى الرقمي.. تبقى «الشعب» كبيرة بتاريخها ورصيدها وأقلامها واستماتتها في الدفاع عن جزائر الأحرار والشهداء الأبرار، وبلغة الضاد متموقعة إلى الأبد في خندق القضايا العادلة وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، لتبقى «أمّ القضايا»، فلسطين، دما يسري في عروقها، وتبقى أيضا القضية الصحراوية «عروة وثقى» عنوانها «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».
هذه هي «الشعب» خالدة بمواقفها ومبادئها المستنبطة من مواقف ومبادئ الدولة الوطنية والشعب الجزائري الأبيّ.. سائرة إلى الأمام بكلّ أنفة وثقة، في خدمة الوطن والمواطن، رأس مالها احترامها من طرف هؤلاء وأولئك، وهذه شهادة نعتزّ بها ونفخر، اعتزاز وافتخار ذلك الشبل من ذلك الأسد.
كل عام و«الشعب» قوية وصلبة..المجد والخلود للشهداء الأبرار..تحيا الجزائر.