أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، على تكريم مجموعة من المجاهدين الذين توفوا بسبب جائحة كورونا، اليوم بالمتحف الوطني للمجاهد بحضور الأسرة الثورية وممثلين عن البرلمان بغرفتيه.
أبرز وزير المجاهدين أن تكريم ثلة من المجاهدين الذين قضوا نحبهم هو واجب عرفان بما قدموه للجزائر من تضحيات جسام، وقال: ” رسالتهم تقتضي أننا نبقيها في أذهاننا وعقولنا وقلوبنا، نتذكرهم اليوم من خلال تكريم عائلاتهم ومن خلالهم نكرم كل الذين توفوا جراء الكوفيد أو لأسباب أخرى”.
وأضاف ربيقة أن سي مصطفى شرشالي، سي منور دهلوك، سي عمر جناد، سي عبد القادر سومر، سي حمانة بولعراس، سي بوعلام طالبي رحمهم الله الذين اختيروا للتكريم وكانوا أعضاء في المنظمة الوطنية للمجاهدين سابقا، هم نماذج عن رجال الذين قيضهم الله للتضحية من أجل الحرية والإستقلال.
وأشار الوزير: “بإعتبار هؤلاء الرجال ورفاقهم الشهداء والمجاهدين كانوا للتاريخ صفحة ناصعة من خلال دودهم عن الأرض العرض، ووقوفهم في وجه المعتدين الظالمين ملئ صدورهم النار والرصاص، معرضين لكل أنواع التعذيب البشع من قبل جلادي الإستعمار”.
وأضاف: ” حاملين أرواحهم على راحاتهم قربانا للجزائر وثمنا لحريتهم وكرامتهم، حتى غدوا مضرب مثل في كل بقاع الأرض في ثباتهم على الحق ومكابدتهم وتحديهم الذي تجاوز حدود المستحيل، بالنظر إلى حجم التعذيب والتنكيل والإبادة الجماعية التي مارسها المحتل ضد الجزائريين طيلة قرن وربع قرن من الزمن”.
وأبرز ربيقة أن الجزائريين تحدوا بعزيمة وإصرار تلك المظالم إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية، وأكد أن رسالة الشهداء باقية مادامت ذاكرتهم ترجعنا إلى ذلك الصنيع الأبدي لمجاهدي الثورة التحريرية،أضاف الوزير.
وقال أيضا: ” نراهم اليوم مكرمين، لكن رسالتنا هي أن نبقي في عقول الجزائريين الشهداء والمجاهدين أحياء بما صنعوا وجاهدوا، وهذا هو واجبنا اليوم بالمحافظة على ذاكرتهم وننقلها بصفاء وذلك لان الجزائر بحاجة إلى الرجوع إلى مرجعية ثورة التحرير المباركة”.
وأشار وزير المجاهدين، إلى أن تضحيات المجاهدين لا تقدر بثمن في مسيرة التحرير الوطني، لأنهم كانوا الدرع الواقي للأمة في كل الظروف، ولا زالوا.
وذكر برسالة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للمجاهدين والمجاهدات نظير تضحياتهم حين قال:” كنتم دائما..حصنا من الحصون الغيورة على الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب في أحلك الظروف، وحرصتم على تغليب المصلحة الوطنية وإشاعة روح الإحتكام للعقل، والوقوف بحزم للدفاع عن المصالح العليا للأمة..”.
وفي هذا الصدد، أشاد الوزير بالدور الذي تؤديه جمعية مشعل الشهيد وجريدة المجاهد في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ووصفوهما برافد من الروافد التي تأخذ على عاتقها مسؤولية الإسهام في الحفاظ على قيم الثورة التحريرية، استكمالا لرسالة الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار.
بوغالي: التاريخ يجنبنا العودة للأنفاق المظلمة
قال إسماعيل ميرة نائب المجلس الشعبي الوطني، في كلمة نيابة عن رئيس المجلس إبراهيم بوغالي، أن كل يوم يمضي من أيام السنة يذكرنا بتضحيات بذلها مجاهدون الأحياء منهم والأموات الذين غادرونا بسبب جائحة كورونا، أشار إلى أنه في كل شبر من ارض الجزائر المباركة نقف على معالم بطولاتهم.
وأضاف ممثل رئيس المجلس الشعبي الوطني:” انحني بخشوع تكريما وإجلالا لشهداءنا ومجاهدين الذين قدموا أرواحهم ثمنا للحرية والاستقلال، إن تاريخ كل امة خط متصل لا ينقطع أبدا، ولا يمكن لنا فهم الحاضر إلا من خلال الوعي التاريخي، والأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها من خطر العودة إلى الأنفاق المظلمة”.
وأبرز بوغالي، الدور الذي أدته الجزائر بتوليها مهمة الذود عن الديار الإسلامية مباشرة بعد سقوط الأندلس عام 1492، وقدمت لذلك قوافل من الشهداء من أبناءها البررة لمدة 132 سنة، وقال:” في غرة نوفمبر1954 تقدم السابقون من جنود الجيش التحرير الوطني الذين عقدوا العزم على تحرير الجزائر، مهما كلف ذلك من ثمن ولهم الفضل العظيم في هذا السبق للجهاد”.
وأشار إلى أن المجاهد في سبيل الله أفضل من المجاهد المتقاعص، وقال:” كان لنا شرف معرفة الكثير من المجاهدين ومخالطتهم ومجالستهم والاستماع إليهم، إن مساراتهم إبان ثورة التحرير الوطني وأيام الحركة الوطنية ومجهوداتهم لبناء الجزائر بعد 1962 ناصعة بقيم الفداء والعطاء والتضحية، وقد منحت لنا كل معاني الفخر والاعتزاز، للأسف لقد أودت جائحة كورونا بحياة الكثير منهم في مختلف ربوع الجزائر”.
شريفي: المجاهدون حملوا أمانة التاريخ
وأبرز بوعلام شريفي، عضو في الأمانة الوطنية للمجاهدين،تضحيات الشهداء والمجاهدين الذين واصلوا ثورة البناء بعد استرجاع السيادة الوطنية، وكانوا يحتلون مميزات الثورة جهادا وإخلاصا ووفاء في سلوكهم وأعمالهم.
وقال:” بقوا مجاهدين حتى أتاهم اليقين، كانوا يحملون أمانة التاريخ ويحافظون عليها ويدافعون عنها ويعملون بكل جهودهم أن يغرسوا هذه المبادئ في الناشئة، لأنهم أدركوا أن هذا النشء هو الحصانة التي تحتمي به الأمة الجزائرية والشعب الجزائري، مهمة المجاهدين أن يتحملوا هذه المسؤولية ويرثونها عن إخوانهم الشهداء”.
وتجدر الإشارة كرمت عائلة المجاهدين المنوفين.