يستمر الإقبال الكبير للزوار على معرض الإنتاج الجزائري بقصر المعارض “الصنوبر البحري”، في ظل إصرار المؤسسات الإنتاجية العمومية والخاصة على رفع تحدي مواكبة تنافسية الأسواق الداخلية والخارجية، وتغطية الطلب المحلي واقتحام أسواق خارجية، وكسب رهان سقف عال من الجودة، بتشجيع من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
أعطى السيد الرئيس الضوء الأخضر الانطلاقة بوتيرة أقوى، بعد أن حسم في مسألة توفير كل الحماية للمنتوج الوطني، وكذا إرساء التسهيلات اللازمة لولوج السوق الإفريقية، كاشفا عن استعداد الدولة لمواصلة مرافقة ودعم المستثمرين ليحققوا نسب إدماج مرتفعة، وبالتالي المساهمة في استحداث المزيد من مناصب الشغل وتدفق الثروة والقيمة المضافة.
الإنتاج الوطني يجمع شمل المنتجين والمستثمرين الوطنيين
انجذاب كبير ممزوج بالإعجاب، وكذا الاهتمام المفضي إلى التأهب لاقتناء عديد المنتجات، سجلناها لدى الزوار بمعرض الإنتاج الجزائري في طبعته الـ 30 بالنظر إلى جودة الكثير من المنتجات المعروضة، التي لا يمكن التفريق بينها وبين المنتجات المستوردة، وسجل هذا المعرض كذلك فرصة للمستهلك، كما للمؤسسات الاقتصادية التي وجدت في هذه التظاهرة الاقتصادية فضاء مهما لإيجاد شراكات مع مؤسسات محلية وتوسيع استثماراتها، كما دعا إلى ذلك رئيس الجمهورية، بل أن زبائن من أسواق خارجية من إفريقيا ومن دول عربية حضروا من أجل البحث عن فرص لاستيراد منتجات جذبتهم بالسوق الاقتصادية الجزائرية، اقتربت “الشعب” من عديد المؤسسات الإنتاجية ورصدت انطباعاتها في هذا المعرض المهم الذي يعد نقطة تحول في مسار القاطرة الاقتصادية الوطنية، خاصة على ضوء تصريحات رئيس الجمهورية المطمئنة للمستثمرين وللمؤسسات العمومية كما الخاصة.
جودة المنتجات ومسار تصدير واعد
أكدت ياسمينة طوبال المكلفة بالاتصال على مستوى الشركة القابضة الجزائرية للتخصصات التي تتفرع إلى 4 مجمعات و6 شركات اقتصادية، أن هذه الشركة الرائدة تطرح العديد من المنتجات من بينها البلاستيك والمطاط والدهن والورنيش والزجاج وكذا المواد الكاشطة والورق، كما توفر خدمات توزيع الأدوية ومواد كيمياوية من خلال 3 شركات، وبالإضافة إلى كل ذلك توجد لدى الشركة القابضة، مؤسسة لتخزين الأدوية منتهية الصلاحية، ومستقبلا ستطلق خدمات الحقن.
منتجون يرفعون تحدي الجودة والتصدير نحو أسواق عالمية
وتحدثت طوبال عن نسبة الإدماج لمنتجات المؤسسة التي تصل إلى 90 بالمائة خاصة بمواد الدهن، بينما إجمالي الإدماج لمختلف المنتجات فتصل إلى 50 بالمائة مثلما شدد رئيس الجمهورية على ضرورة أن لا تقل نسبة الإدماج عن 40 بالمائة، في حين تحدثت طوبال عن رقم أعمال معتبر للشركة يناهز 30 مليار دينار.
وتحدثت ممثلة الشركة القابضة الجزائرية للتخصصات الكيمياوية، عن تجربة مهمة خاضتها في مسار التصدير، خاصة الورق نحو 10 بلدان أي عبر قارة إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وآخر عملية تصدير كانت لمادة الزجاج نحو النيجر، وتعكف هذه الشركة في المرحلة الراهنة على تطوير الصادرات إلى أسواق بلدان الساحل، علما أن ذات الشركة التي توظف 9.500 عامل ستشارك في معرض “أسيهار” بولاية تمنراست بداية من يوم 23 ديسمبر الجاري.
ووقفت طوبال على تدفق الزبائن على جناحي الشركة، علما أن الأول مخصص للعرض والثاني للبيع، واستحسنت كثيرا طبعة هذا المعرض خاصة في إطار حرص رئيس الجمهورية على تقديم تسهيلات للمؤسسات الإنتاجية. علما أنه سجل إقبال زبائن أفارقة وعرب من أجل استيراد منتجات الشركة، إلى جانب حضور متعاملين خواص ومصدرين ينتظر أن تتوج بعد المعرض باتفاقيات تعاون.
بواخر ومعدات فلاحية بنسبة إدماج عالية
كشف الرئيس المدير العام لشركة تسويق المعدات والآلات الفلاحية رمضان منصوري، والتي تمثل الشركة الوطنية للعتاد الفلاحي والصيد البحري، التابع للشركة القابضة للصناعات الميكانيكية، ويوجد تحت وصاية وزارة الصناعة، أي تضم 4 شركات ويتعلق الأمر بكل من “أتراك” لصناعة الجرارات الفلاحية الكائن بولاية قسنطينة، و«سيما” للآلات الفلاحية بسيدي بلعباس، وشركة تسويق المعدات الفلاحية و«إيكوراب” بوهران، أنهم ينتجون جميع العتاد الفلاحي من جرارات وآلات الحصاد واللواحق “البذر وتهيئة التربة وصناعة البواخر ولواحقه.
وأشار منصوري إلى أن نسبة الإدماج في العتاد الفلاحي، تتراوح ما بين 45 و80 بالمائة أي صناعة محلية جزائرية بمصانع جزائرية، والمؤسسات مختصة في المناولة تصنع قطع الغيار وتوفر خدمات ما بعد البيع، وكذا تقديم خدمات فلاحية للفلاحين وتغطية الطلب المحلي للفلاحين وطنيا ما بين 80 و95 بالمائة.
فرصة لبناء شراكات والمعرض استقطب مستوردين أجانب
وقال منصوري إن الجرارات تصنع بالشراكة مع الشريك الأمريكي أي “أكو” وآلات الحصاد مع الفلنديين، ومعدات الحرث بالشراكة مع البرتغاليين، كما أطلقت الشركة مؤخرا مشروعا للري الفلاحي بمنتوجين محليين، أي المرش والمرش المحوري حيث يسقي 30 هكتارا، مع نسبة إدماج وطنية تصل إلى 70 بالمائة، وينتظر تسويق هذا المنتوج في النصف الثاني من شهر جانفي الداخل.
وفي إطار التموقع بالأسواق، من المقرر أن تشارك الشركة في معرض أسيهار، وكذا معرض السينغال ومعرض ليبيا يوم 28ديسمبر، ومعرض المنتوج الوطني بالسودان في 23 جانفي المقبل ومعرض المنتجات الوطنية بنواقشط من 18 إلى 25 جانفي المقبل، وصدرت الشركة منتجاتها إلى نيجيريا، وتستهدف العام المقبل التواجد بالأسواق الإفريقية، وحسب منصوري فإن المعرض يمنح الشركة الفرصة للاستحواذ على أكبر حصة من السوق الوطنية وخارجها.
مرافقة الفلاحين والصيادين
بينما حميد بن دراجي مدير شركة صناعة البواخر ولواحقها وكذا إصلاحها “إيكوراب”والمتواجدة ببوهارون، تحدث عن استعداد شركتهم لمرافقة الفلاحين والصيادين، في إطار خارطة طريق مبرمجة في آفاق عام 2022 و2025 و2030، فيما يخص رفع التحدي لبلوغ مستوى تحقيق الأمن الغذائي.
يذكر أن هذه الشركة ترفع حسب تأكيد مديرها، تحدي تطوير صناعة السفن الكبيرة بالجزائر، وتعد أول شركة وطنية لصناعة سفن فولاذية، والطموحات القائمة حسب ذات المتحدث، تسليم أول قاطرة فولاذية لفرع من مجمع “سوناطراك” شهر ديسمبر بصناعة جزائرية، وتندرج ضمن توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من أجل إنتاج القاطرات الكبيرة والباخرات في أعماق البحار.
منتوج جذاب ونادر بالسوق الإفريقية
ومن الشركات الخاصة التي تلفت الانتباه، نذكر شركة مكونة من ثلاث وحدات، الوحدة الأولى “نايامو” والثانية “برايت إيرنجي” والثالثة “أيتاك” وتعد أول شركة خاصة تطرح منتجات، البعض منها لا يتوفر في السوق الإفريقية، ما عدا جنوب إفريقيا أي بطاريات “ليتوم” أي تعتبر أول شركة تنتج بطاريات لتخزين الطاقة خاصة بالسيارات الكهربائية وتخزن بها كذلك الطاقة الشمسية، وتستعمل في شحن أي مجال في الطاقة من الهاتف إلى غاية السيارات أو الإضاءة وكذا تخزين الطاقة الشمسية، وقد رأت النور عام 2022، علما أن الشركة تغطي 5 بالمائة من طلب السوق الوطني، وتتطلع بالسنوات القليلة أن تصل إلى 15 بالمائة، وقال ممثل عن الشركة عبد الوهاب بن عزوز، أن الوحدة الأولى التي أنشئت عام 2016، تنتج وسائل الإضاءة الخارجية والثانية البطاريات الشمسية، ويعتقد بن عزوز أن استعمال البطاريات المشحونة بالطاقة الشمسية سيقلص من استعمال الطاقة الأحفورية التي ينبغي أن تتوجه للتصدير وبالتالي تحصيل المزيد من الموارد المالية بالعملة الصعبة.
وأشار ذات المتحدث إلى أن زبائن أجانب من بينهم من موريتانيا حضروا خصيصا لاستيراد بطاريات “ليتوم” الفريدة من نوعها بالسوق الإفريقية ولا تتوفر إلا بجنوب إفريقيا، وخلص إلى القول إنهم يوفرون أدوات إضاءة ذات جودة عالية ومن الطبيعي أن يكون سعرها نوعا ما مرتفعا.
سيارة كهربائية فاجأت الزوار
في حين عبد النور إسماعيل، استقطب جناح مؤسسته المتمثلة في “إيكونومي مودارن أوتو”، وكشف عن نموذج سيارة كهربائية، يرتقب أن يتم تصنيعها مع الشريك الصيني، رفقة عدة شركات شباب للمناولة حيث تزود السيارة الكهربائية بمحرك كهربائي، يشحن ببطارية في البيت. علما أن هذه السيارة مخصصة للمدينة وموجهة للطبقة المتوسطة، والبطارية قلص بها الليتوم ويمكن شحن البطارية بالطاقة الشمسية، أي هذه السيارة يمكن أن تتحرك وتسير بالغاز والكهرباء ولا تؤثر بالسلب على البيئة، وبدا إسماعيل متفائلا باهتمام الزوار، حيث كان هذا الجناح جاذبا للعائلات وللأفراد الذين يستفسرون عن السيارة وسعرها وتاريخ إ
نتاجها، علما أن كل هذه التفاصيل من المبكر الخوض فيها حسب تأكيدات ممثل الشركة، المتطلع إلى الاستفادة من تسهيلات وتصنيعها ضمن تكتل شباني من مؤسسات المناولة الوطنية.
بينما نسيم سبخي ممثل عن شركة “ماكستور” لصناعة الأجهزة الكهرومنزلية الخاصة، والمتواجد مقرها بولاية برج بوعريريج، اعترف بالإقبال والتعطش الكبير للزوار بحثا عن منتوج ذي جودة وبأسعار معقولة وتنافسية، واعتبر أن الثلاجة والسخان والتلفاز من المنتجات التي تستقطب الزبون على مستوى جناحه، مؤكدا الحرص على تغطية السوق الوطنية بمنتوجهم المبتكر ومن ثم التوجه نحو أسواق خارجية، خاصة في ظل تشجيع رئيس الجمهورية لاقتحام المؤسسات الإنتاجية الوطنية أسواق خارجية.
بناء شراكات والتصدير لـ 20 بلدا
أما إلياس مختاري المدير التجاري لمجمع “سيرام ديكور” التي تصدر إلى 20 بلدا ومقرها ولاية باتنة، أوضح أنهم مختصون في صناعة الخزف الأرضي والحائطي، علما أن هذا المجمع شرع في الإنتاج عام 2014، وبعد ذلك تفرعت وحدات جديدة عن الشركة الأم، من بينها “إلفا سيرام”، وفي انتظار تأسيس وحدة “ساني ديكور” في عام 2023 المختصة في صناعة السيراميك الصحي للحمامات، ووصل المجمع إلى إنتاج 35 ألف متر مربع في اليوم، بنسبة إدماج 80 بالمائة، وفي العام المقبل يتطلعون لبلوغ نسبة 100بالمائة.
واعتبر المتحدث أن هذا المعرض كان فرصة لبناء شراكات مع منتجين جزائريين هم بحاجة إلى إنتاجهم، أما بخصوص الدول التي يصدر نحو أسواقها المجمع ذكر مختاري قارة إفريقيا وأمريكا اللاتينية وكندا وأوروبا وقريبا إيطاليا وفرنسا، مستغلين في كل ذلك مستوى الجودة العالية الذي جذب الاوروبين وفتح لهم أبواب الأسواق العالمية وكذا غلاء أسعار الطاقة بالقارة العجوز.
وطرح المجمع منتجات حصرية، لأول مرة، تسوق بالسوق الوطنية من بينها السيراميك بقياس 20/ 120، علما أن الأسعار في متناول الجميع حسب تأكيد ممثل المجمع، كما استحسن مختاري كثيرا الطبعة الحالية للمعرض كونها تحمل الكثير من الأفق الواعدة للمتعاملين الاقتصاديين والمؤسسات المنتجة.
الجدير بالإشارة، أن الصناعة العسكرية متواجدة بقوة وأجنحة واسعة في المعرض، وكانت تستقطب الزوار كثيرا، ومن الأجنحة الجاذبة للزوار نذكر، الصناعة الكهرومنزلية والغذائية وقطاع البناء وصناعة النسيج والأثاث.