لا نغالي إذا قلنا إن مجلس الوزراء أصبح، منذ تولى الرئيس تبون قيادة البلاد، موعدا يترقبه المواطنون بشغف بالغ؛ ذلك أنّه مجلس تخلّص من العموميات والأدبيات، عندما حوّله الرئيس إلى منبر يركّز على ما يهمّ المواطن في أدقّ تفاصيل معيشته، بل إنّه جعله يسبق إلى ما لا يتوقّع المواطن، يقدّم الحلول الواقعية لمشاكل ظلت عالقة حتى ظنّ الناس أن التّوصل إلى حلول لها يدخل في باب المستحيل..
وليس من «مستحيل» يصمد، أمام ثبات الإخلاص وصدق النّوايا، ولقد سبق للجزائريين أن خرجوا إلى ساحات الوغى، بصدور عارية، ليواجهوا أعتى قوة في الحلف الأطلسي، ولم يصدّق بعض الممسوخين أن فرنسا يمكن أن تنهزم، لكن الإخلاص للوطن، والصدق في العمل، هزم القوة الكولونيالية الأولى، وفرض عليها جرّ ذيول الخيبة..
ليس من «مستحيل» يصمد أمام إرادة الإصلاح، والجزائر الجديدة تقدّم كل يوم ما يثبت أن العقليات الانهزامية لم يعد لها مكان في المشهد العام، وها هو مجلس الوزراء، يقدّم الحلّ الموضوعي لمعضلة تفاقمت، وأضرت بجمهور من متعاقدي التربية، وجاء القرار الرئاسي الصارم كي يضع نقطة النهاية لسنوات العناء.. ترسيم متعاقدي التربية فورا..
جاء القرار الرئاسي ليتنزل بردا وسلاما على قلوب كثيرين ممن صدقت نياتهم في تنشئة أجيال المستقبل.. جاء القرار قويّا قوة الصدق في محو الأراجيف، وقوّة الإخلاص في مواجهة النكران، تماما مثل قرارات سابقة استعادت للجزائريين روحهم، وحفظت لهم مقدّراتهم، وأنقذتهم من البيروقراطيين والمضاربين غير الشّرعيين، ومهالك أخرى توطّنت حتى ظن الناس أنها استقرت..
المستحيل ليس جزائريا.. هذا ما تحقّق مع الرئيس تبون، وهو الذي حرص على الدّوام أن يكون قريبا من شعبه.. فليس مستغربا أن ينتظر الناس مجلس الوزراء بمنتهى الشغف..