تعكس الطبعة الـ30 لمعرض الانتاج الجزائري، الجارية حاليا بقصر المعارض في الصنوبر البحري، بالجزائر العاصمة، حركية وتنوعا في صادرات الجزائر خارج المحروقات في السنوات الاخيرة، لاسيما بعد اقتحام المنتوج الوطني أسواقا دولية جديدة.
يتميز معرض هذه السنة بمشاركة العديد من المؤسسات، العمومية والخاصة، التي يعرف نشاطها في مجال التصدير دفعا جديدا، خصوصا بفعل التسهيلات التي جرى إقرارها في السنوات القليلة الماضية وساهمت في ارتفاع صادرات البلاد خارج المحروقات، التي يرتقب ان تبلغ بنهاية هذا العام نحو7 مليار دولار، مقارنة بـ5 مليار دولار في 2021.
بعدما كانت تقتصر بنية هذه الصادرات ولسنوات طويلة على المنتجات المشتقة من المحروقات كبعض أنواع الأسمدة والمنتجات الفلاحية والغذائية وعدد من المواد المصنعة بقيمة مالية ضعيفة، تسجل صادرات الجزائر غير النفطية في الفترة الاخيرة تطورا لافتا، يعكسه النمو السريع لصادرات عدد من المنتجات كمواد البناء على اختلافها والمنتجات المعدنية الموجهة للصناعة وسفن الصيد.
في تصريح لـ وأج، على هامش المعرض، نوه نور الإسلام بن عودية، مدير شركة “ساكوماس” لصناعة وإصلاح السفن بالتسهيلات المختلفة التي اصبح يستفيد منها المصدرون في السنوات الاخيرة وهو ما حفز -كما قال- المؤسسة الكائنة بأزفون، بولاية تيزي وزو، للانطلاق في نشاط التصدير في هذا “المجال الصعب المتميز بالمنافسة القوية”.
وأضاف المتحدث ان المؤسسة استفادت من 30 سنة من خبرتها في بناء وإصلاح سفن الصيد من مختلف الاحجام والاستعمالات وحتى سفن الصيد في اعالي البحار لتجسيد أولى عمليات تصدير سفنها نحوموريتانيا خلال العام الجاري لافتا بقوله: “إننا بصدد اجراء اتصالات واستكشاف امكانية التصدير نحودول اخرى كليبيا وغينيا والسنغال”.
وبدورها استطاعت شركة “سيرام ديكور”، التي انشئت في 2015، والمختصة في الخزف الموجه للبناء، وفي ظرف وجيز، من فرض المنتوج الوطني في عديد الأسواق الدولية غير التقليدية بالنسبة للمنتجات الوطنية خصوصا أوروبا.
وحسب مديرها التجاري، مختاري الياس، تصدر المؤسسة التي تملك شهادات مطابقة عالمية الى “نحو20 دولة وتتطلع الى تصدير منتجاتها الى50 دولة بنهاية العام المقبل”، مؤكدا ان المنتوج الخزفي الجزائري صار يلقى اقبالا لافتا في الأسواق الخارجية.
كما حرص السيد مختاري على ابراز “التسهيلات التي تتلقاها الشركة من طرف السلطات العمومية وخاصة الجمارك ومديرية التجارة”،مضيفا أن عمليات التصدير اصبحت تتم في وقت قياسي وبسهولة تامة.
من جهته أبرز محمد بخدة اطار بشركة “أورسيم” العمومية المتخصصة في الصناعة المعدنية وتصنيع ادوات التثبيت (البراغي والصامولات) الموجهة للقطاع الصناعي والطاقة أن نشاط التصدير هو في صلب مخطط التطوير الخاص بهذه المؤسسة مؤكدا ان “السوق الإفريقي ذوأولوية” بالنسبة للشركة الكائنة بولاية غليزان والتي تنشط منذ نحو40 سنة.
وأوضح بهذا الخصوص: “سبق لنا وان صدرنا منتجاتنا نحوتونس وليبيا في السنوات القليلة الماضية”، لافتا الى ان “أورسيم” تدرس خصوصيات أسواق جديدة على غرار السودان والسنغال وموريتانيا لتجسيد عمليات تصدير في المدى القريب.
كما أكد السيد بخدة استعداد الشركة للمساهمة في مشروع بعث صناعة السيارات بالجزائر في اطار المناولة الصناعية وزيادة طاقتها الانتاجية والدخول في شراكات مع مؤسسات جديدة، سيما تلك العاملة في قطاع المحروقات والمساهمة في مشاريع مد خطوط جديدة للسكك الحديدية شمال-جنوب.
اما ياسر محمد شابي ممثل شركة “القدس” التي تنشط بعنابة والمتخصصة في تصنيع الزجاج المسطح والآمن الموجه للمركبات، سيما القطارات وعربات الترامواي فأكد أن المؤسسة ستعزز بإنجاز وحدة إنتاجية جديدة ستوجه منتوجاتها كلية نحو السوق الدولية.
وأوضح أن هذه المنشأة الصناعية الجديدة ستسمح بمضاعفة القدرة الإنتاجية للمؤسسة من 350 الى 1.000 وحدة زجاجية يوميا، موضحا أن الأسواق الإفريقية هي ذات أولوية في الوقت الحالي.
ويتواصل المعرض المقام تحت شعار “نحو تحقيق نمو اقتصادي قوي متفتح” الى غاية السبت المقبل بمشاركة حوالي 600 مؤسسة جزائرية عمومية وخاصة ومؤسسات ناشئة على مساحة إجمالية تقارب 27000 م2 .
وتمثل المؤسسات المشاركة في المعرض مختلف الميادين والنشاطات، منها الصناعة العسكرية، الصناعة المصنعة ( اثاث، ديكور، نسيج)، الصناعة الكهربائية، الالكترونية والكهرو-منزلية، الصناعة الكيميائية والبتروكيماوية، الصناعة الميكانيكية، الصناعة الغذائية والتعبئة والتغليف، خدمات وبنوك، البناء ومعدات البناء وقطاع الصناعة التقليدية.
وتقام على هامش هذه التظاهرة الاقتصادية أيام دراسية على شكل جلسات حوارية لمناقشة عدة مواضيع كقانون الاستثمار الجديد وتنمية وعصرنة قطاع الفلاحة في مواجهة التحديات الحالية، وأهمية تحقيق الامن الغذائي.
وتنظم ورشات عمل حول التجارة الالكترونية فيما خصصت “صافكس” جناحا لتخفيضات آخر السنة والموجه للبيع المباشر للجمهور.