سيلعب خط السكة الحديدية الجديد تيسمسيلت-بوغزول-المسيلة على مسافة 290 كلم، دورا فعالا في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، خاصة أنه أنجز وفق معايير حديثة بسرعة 160 كلم في الساعة وبأنظمة إشارة واتصالات جد حديثة، حسبما ورد في أصداء رصدتها اليوم الاحد وأج عشية دخول هذا الخط حيز الخدمة.
سيسمح خط السكة الحديدية الجديد بفك العزلة على المناطق النائية وبربط شرق البلاد بغربها عبر خط الهضاب العليا الكبير الذي يمر من تبسة شرقا إلى مولاي سليسن بسيدي بلعباس غربا، حسبما ما أفادت به مديرية النقل بولاية المسيلة.
وأوضح والي المسيلة، عبد القادر جلاوي، أن دخول حيز الاستغلال لخط السكة الحديدية بين ولايات المسيلة والمدية وتيسمسيلت سيسهم في تنويع وسائل النقل كما سيضمن تنقل الأشخاص بأريحية فيما بين هذه المناطق، مؤكدا على الدور الاجتماعي والاقتصادي الذي سيلعبه هذا الإنجاز الذي يعبر محطتين بولاية المسيلة بكل من عين الحجل وبوطي السايح.
من جهته، أشار جمال بلعمري، مسؤول الاتصال بالمجلس الشعبي الولائي للمسيلة، أن هذا الخط يعتبر إضافة اقتصادية واجتماعية للمنطقة كونه سيسهم في تطوير وتنويع وسائل النقل كما يشجع على تنقل الأشخاص والبضائع ما بين مناطق الهضاب العليا للوطن.
بدورهم، أفاد أعضاء لجنة النقل بالمجلس الشعبي الولائي للمسيلة بأن هذا الإنجاز سيسهم في تطوير اقتصاد المنطقة والتقليل من حوادث المرور كونه سيقلل من الضغط المسجل حاليا على وسائل النقل عبر الطرقات، كما أكدوا على مواصلة الحملة التحسيسية التي باشروها منذ عدة أسابيع لأجل التقليل من الحوادث التي يتعرض لها السكان القاطنين بجوار خط السكة وهم في غالبيتهم من مربي المواشي والفلاحين.
وحسب فاطمة العيدي، رئيسة جمعية نسوية، فإن هذا الإنجاز سيسهم في تنقل الأشخاص عبر وسيلة نقل مريحة وذات سرعة وأقل استغراقا للزمن كما يسهم في تنقل الأشخاص بين مناطق الهضاب العليا ومنها نحوولايات غرب البلاد.
من جهته، أكد عبد الله محمد، إطار بولاية المسيلة، بأن التنقل بين ولايتي المدية والمسيلة كان يتم فيما سبق بوسائل النقل عبر الطرقات التي تكاد تنعدم عبر محطات المسافرين كون هذه الوجهة قليلة الاستعمال غير أنه باستعمال السكة الحديدية سيتمكن المسافرون من التنقل ما بين الولايتين بسهولة.
أما أحمد عرباوي، مقاول، فيرى ضرورة استعمال القطار في نقل البضائع، معتبرا استغلاله في نقل المسافرين فقط سيقلل من مردودية هذا الخط.
ودعا فيما سبق مقاولون وأرباب عمل إلى التركيز على نقل البضائع بالسكة الحديدية والذي يتم حاليا فقط عبر الطرقات التي تكثر فيها حوادث المرور وارتفاع تكاليف النقل ومن بين أهم البضائع التي يمكن نقلها عبر السكة الحديدية من المسيلة نحو المدية وتيسمسيلت الإسمنت والمواد الحمراء ومواد البناء والمنتجات الفلاحية.
وكانت الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة انجاز الاستثمارات في السكك الحديدية أعلنت أمس السبت أنه سيتم غدا الاثنين تدشين خط السكة الحديدية الرابط بين تيسمسيلت-بوغزول-المسيلة الذي يبلغ طوله 290 كلم.
وصرح عبد القادر مازار، المدير المركزي المكلف بالاتصال لدى الوكالة التي انتدبتها وزارة النقل للتكفل بمشاريع الدراسات والمتابعة والمراقبة والاشراف على اشغال انجاز الاستثمارات في السكك الحديدية، أن هذا الخط الذي انجزه بشكل كلي مجمع مؤسسات عمومية سيمر بخمس ولايات هي (تيسمسيلت – تيارت- الجلفة-المدية والمسيلة)، وذلك في اطار خط السكة الحديدية الاجتنابي للهضاب العليا الموازي لخط شمال البلاد.
واوضح مازار أن الاشغال في اطار خط السكة الحديدية الذي يعتبر “مشروعا ضخما”، تركزت حول انشاء شطرين، الاول على مسافة 151 كلم، ويربط بين مسيلة وبوغزول، والثاني بطول 139 كلم بين بوغزول وتيسمسيلت وبسرعة 160 كلم /ساعة.
وكانت اشغال انجاز الشطر الاول (المسيلة-بوغزول) اوكلت الى مجمع مؤسسات عمومية تتكون من كوسيدار للمنشآت الفنية (الشركة الرئيسية)، وانفرا-رايل وسيرور وايستل رايل، اما الشطر الثاني فقد تم ايكاله لمجمع مؤسسات عمومية يتكون من انفرافير (المؤسسة الرئيسية) وجي سي بي وسابتا والمؤسسة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى وايستل رايل ووسيتي رايل.
من جهته، أكد مدير الاتصال بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، جمال شعلال، أن الرحلة الافتتاحية على خط السكة الحديدية مقررة غدا الاثنين انطلاقا من مدينة تيسمسيلت إلى غاية مدينة المسيلة بحضور وفد رسمي.
وقد برمجت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، المكلفة من الآن فصاعدا باستغلال هذا الخط الجديد، رحلتين يوميا، اعتبارا من يوم الثلاثاء، حيث من المقرر أن تكون نقطة انطلاق القطار على الساعة 5 صباحا من محطة برج بوعريريج مرورا بولاية المسيلة والجلفة وبوغزول (المدية) وتيارت إلى غاية تيسمسيلت خلال رحلة مدتها 4 ساعات و11 دقيقة.
أما بالنسبة لرحلة العودة، فمن المقرر أن تنطلق بعد الظهر على الساعة 4:30 زوالا، من محطة تيسمسيلت الرئيسية إلى محطة برج بوعريريج، حسب المكلف بالاتصال لدى الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، مؤكدا أن برنامج الرحلات سيعدل حسب تطور الطلب.