استعرضت أنيسة بومدين، أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين، ملامح شخصية هذا الزعيم الذي خُلد إسمه في سجل العظماء.
قالت أنيسة، في الذكرى الـ44 لوفاة هواري بومدين، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، اليوم: “هذا التاريخ مؤلم جدا بالنسبة لي، ولكثير من الجزائريين الذين عرفوا المرحوم. يجب علينا أن لا ننسى التضحيات الضخمة للمجاهدين والمجاهدات من أجل إسترجاع السيادة الوطنية”.
وأكدت أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين، أن هذا الأخير كان رجل نظام يكره الفوضى والإرتجال، يفكر في عواقب القرارات التي يتخذها، ويدرس أبعاد المشكلة.
وقالت: ” بومدين كان يتسم بإرادة قوية جدا، يحتمل كل شيء دون أن يشتكي، لا يهتم بالجانب المادي، كان يتسم بإنسانية كبيرة يهتم بالمحرومين “.
كان يسأل عن القوت اليومي للجزائريين
وأضافت أن بومدين كان يوميا يسأل عن أسعار القوت اليومي للجزائريين من خضر وفواكه ولحوم، ومراقبة الأسعار، ويتحدث مع المواطن البسيط والفلاح.
وأبرزت الإهتمام الذي أولاه للمجاهدين وتقدير تضحياتهم، وعمله على بناء قاعدة صناعية متينة وثورة زراعية وثقافية بإلزامية التعليم المجاني لجميع الجزائريين، وأشارت أنيسة إلى حصول بومدين على مدالية من منظمة اليونسكو لتخصيص الجزائر ميزانية ضخمة للتعليم.
وأكدت المتحدثة أنه في عهد الرئيس الراحل، انتعشت الحركة السينمائية في الجزائر، وأنتجت أفلام حصدت جوائز الأوسكار مثل فيلم سنوات الجمر. إضافة إلى إنجازه الكبير وهو تأميم المحروقات، وإنجاز السد الأخضر وطريق الوحدة الإفريقية، وخطابه الشهير في مقر الأمم المتحدة حول إقامة نظام دولي اقتصادي عادل.
وتطرقت أرملة الراحل بومدين، إلى مساره الثوري وسفره إلى القاهرة رفقة أربعة من رفقاءه في سفر شاق دام 3 أشهر ونصف الشهر، قطع فيها بومدين مسافة 4 آلاف و500 كلم في الصحراء دون اخبار والديه.
وصحّحت أنيسة بومدين بعض المعلومات الخاطئة التي مفادها أن بومدين بقى سنة بجامع الزيتونة بتونس، وقالت هذا غير صحيح، وأشارت إلى أن الراحل عندما وصل القاهرة كتب رسالة الى والديه يطمئنهم على نفسه، وحين دخل جامع الأزهر كان يفتخر بأن أجداده الفاطميين هم من شيدوه.
وقالت: “حين علم أن الفاطميين هم من بنوا جامع الأزهر، كان يقول انه يحق للجزائريين الدراسة فيه، وشارك في العديد من الندوات الفكرية التي نظمت بمصر”.
وأشارت إلى أن بومدين قام بتكوين عسكري في مصر وليس العراق مثلما يدّعي البعض، وساهم في إيصال أول كمية من السلاح إلى الحدود الغربية على متن يخت دينا.