تحدّث الرئيس تبون مع صحيفة «لوفيغارو» بأسلوب غاية في الدّقة والوضوح، وألقى على الحوار من صفاء رؤيته، وبديع إتقانه لتحليل الواقع، فتجاوز كلّ التعقيدات الوهمية على مستوى العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية، أو علاقات الجزائر البينية في محيطها الإقليمي والدّولي.
ولم تختلف الحال مع مختلف الأسئلة التي عالجها بمنتهى الأريحية، وقال فيها ما يثلج صدور الجزائريين، ويعزّز فخرهم بجزائر جديدة تهفو إليها القلوب، وقد صار الجزائريون يرونها رأي العين في الواقع المعيش..
ولعلّ أهمّ ما يميّز الخطاب العام الذي يعتمده الرئيس تبون، هو النّدية في التعامل، والعدالة في القرار، فقد كان صريحا وهو يشير إلى أن «فرنسا كانت تبحث عن مرحلة انتقالية، بينما اختار الشعب الانتخابات».
وكان صريحا أيضا وهو يدعو الطرف الفرنسي إلى التخلص من عقدة الاستعلاء الكولونيالي، تماما مثلما كان عادلا في مطلب معالجة النفايات النووية بالصحراء الجزائرية. أما الجزائر الجديدة، كما يؤسس لها الرئيس تبون، فهي «السيادة» و»الريادة» و»الاستثمار المنتج»، وليس لديها وقت تهرقه على (الألاعيب السياسوية) والأساليب المتجاوزة في العرف السياسي والديبلوماسي.
من حقّنا أن نفخر بالجزائر الجديدة، والقيم التي تتأسس عليها، والواجب يقتضي أن نحرص جميعا، كلّ من موقعه، كي نكون يدا واحدة مع الرئيس تبون، فنكون حافظين لأمانة الشهداء وعهدهم، وتكون بلادنا في مكانتها المرموقة، وهي أحقّ بها.
ويكفي أننا جميعا، نودّع عاما لنستقبل عاما جديدا، دون أن نسمع حديثا عن ضرائب جديدة، ولا عن زيادات مرتقبة، بل إننا نفتتح العام الجديد بالحديث عن زيادات الأجور، وتسقيف لأسعار المواد واسعة الاستهلاك، وسكنات توزّع، ومشاريع تسلمّ.. يكفي الجزائري أنّه، لأول مرة منذ الاستقلال، يسمع إلى الرئيس، فيحسّ بأنه ينطق بما في قلبه..
كل عام والجزائر بخير..